منذ البارحة إلى اليوم ومواقع التواصل الاجتماعي تعج بالمنشورات المتباينة الآراء عن اليوم الذي يتم فيه إحياء ذكرى الثورة السورية 15 مارس 2011، إلا أن أكثر ما يلفت الانتباه أن البعض قد بدء اليأس يسيطر عليه والآخر لا زالت أنفاسه تنبض بالتفاؤل بأن ذاك اليوم حتماً ولو بعد سنين سيعود بتلبية مطالب السوريين المنشودة.
في مثل هذا اليوم “خسرنا وطن”، منشور لا بد أن كل مُطّلع على صفحات الفيس بوك قد شاهده، وأَحس بالمعاني المتخفية بين السطور لمعنى الخسارة الحقيقية فأن تخسر وطن بما فيه الشعب والخيرات والأهم الارتباط به هو الفقدان الأساسي الذي لا يوجد شيء بديل سيعوض الشعب السوري عنه، فهل هو ندم على الخروج بالثورة ضد الأسد، أم أن القصد من هو الذي خرب الوطن؟، والتخريب مصطلح لا يضاهي آلة النظام التي دمرت وفتكت بالحجر والبشر، وكانت التضحية المستمرة بعطائها للتخلص من نظام الأسد إلى الآن.
“الثورة تمرض ولكنها لا تموت، وها نحن من جديد رغم التعب نحيي ذكرى الثورة بسنتها الخامسة”، عبارة قالها أبو محمد السبعيني بعمره أثناء جلوسه أمام باب منزله ومرور مظاهرة أمامه أمس بريف إدلب، وأبو محمد رأيه يمثل الكثير من أبناء شعبه الذين أنهكتم أوضاع الحرب المتردية لكن لن ولم تميتهم لأن ينتقموا من قاتلهم.
في مثل هذا اليوم ” رجعت سوريا للخلف مئة سنة “، أيضاً عبارة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحد التعليقات التي تبعتها قالت:” صحيح أن سوريا تراجعت سنين لكن ذاك اليوم منذ أول صرخة حرية أعاد لنا كرامتنا وحقوقنا المسلوبة منذ 50 عاماً، وكفل للأجيال بعدنا زمن الحريات”.
#IamSyrian”” حملة أطلقها الفنان إسماعيل تمر على صفحته الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الخاصة به بالأمس لجعل اسم سوريا يصل لكل مكان بالعالم عن طريق ارتداء قمصان (بلوزات) بيضاء اللون ومكتوب عليها بالأسود اسم الحملة وبدأت تلاقي صدى عالمي فعلياً، وكان من أول من شارك فيها من مشاهير العرب والغرب ( سامي يوسف، اللاعب البرازيلي كاكا، والممثلة هند صبري )، كما قامت منظمة برنامج الغذاء العالمي في أمريكا بتبنيها ولازالت الحملة قائمة والاستجابة كبيرة.
وأما عالمياً هناك بعض الشخصيات المشهورة ومواقع تخص مؤسسات معينة أرادت التعبير عن مساندتها للشعب السوري بعد أن دخلت ثورته عامها السادس وهم لا زالوا يحييون ذكرى ثورتهم، فلقد فاجأت المندوبة الخاصة للمفوضية العليا للاجئين أنجلينا جولي، أمس الثلاثاء، النازحين السوريين في مخيم قب الياس في البقاع اللبناني، بزيارتها لهم بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب السورية، وأملت جولي في أن تنعم سوريا بالسلام في 15 مارس من العام المقبل، وفي أن يعود اللاجئون إلى بلدهم، هذا غير أن المكتبة البريطانية من جهتها قامت بنشر مشهد مكتوب بخط اليد لشكسبير على الإنترنت يقوم توماس مور، وهو مستشار الملك الإنكليزي هنري الثامن خلالها، بحث مثيري الشغب المعادين للمهاجرين، على التأمل في ما يمكن أن يحدث لهم إذا أصبحوا بلا وطن كدليل للتعاطف مع اللاجئيين السوريين في ذكرى ميلاد ثورتهم.
” تم التشرد والضياع، غادرت روسيا تبهدل الأسد، نصر قريب، رغم الألم فيه أمل، متنا، فقدنا كل شي” مصطلحات متضاربة أدلى بها مواطنو سوريا كل منهم حسب رأيه، إلا أن الثورة مستمرة وباقية تزامناً مع الصمت العالمي والضمير العربي الأبكم، فمن طالب بالحرية ببادئ الأمر بمفرده قادر على تحقيق مطلبه بقوته كما سبق وقال حافظ الأسد ” قوتان لا تقهران قوة الله وقوة الشعب ” غير متوقع أن الشعب السوري بيوم من الأيام سينتفض على ظلمه.
المركز الصحفي السوري _ محار الحسن