صحيفة الشرق الأوسط – عبد الرحمن الراشد
أن الموضوع السوري قد ظل محل اختلاف هادئ بين الرياض والقاهرة حتى سمعنا ما نقله وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير عن اتفاق حول سوريا دون الأسد، وفوق هذا اتفاق الجانبين على ضرورة إقناع روسيا بتغيير موقفها، كونها لاعبا مهما في الإقليم، وسببا رئيسيا في بقاء الحكم الأسدي كما هو حتى الآن، ولفت كاتب المقال إلى أن التشاور المصري السعودي، مع التصريحات الغربية المشابهة، المؤيدة لحل سياسي وسط، قد تعني أن الجميع باتوا مستعدين لتنازلات متبادلة، وأن هناك حلا معقولا قد يرضى به معظم الأطراف المختلفة، موضحا أن الاتجاه هو نحو بلورة نظام هجين لسوريا، حكومة من النظام الحالي مع المعارضة، دون الأسد، والمحافظة على هيكل الدولة، ورأى الكاتب أن أقرب امتحان لهذا الاختيار مؤتمر المعارضة السورية الذي تبنته القاهرة ويعقد على أرضها بعد أيام، ويشارك فيه مائتا شخصية، والذي لا يزال محل جدل كبير، خشية أن يكون مجرد فصل آخر من مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد قبل أسابيع في العاصمة الروسية وفشل فشلا ذريعا لأنه كان مجرد مسرحية لتلميع النظام والمعارضة المحسوبة عليه، واعتبر الكاتب أنه إذا نجح المصريون في جلب معارضة الداخل متعهدين بتأييد الحل الوسط، نظام هجين دون الأسد، سيُصبِح خطوة كبيرة ونجاحا كبيرا للسياسة المصرية.
شام