زهرة محمد – المركز الصحفي السوري
كل من شاهد الخطاب الأخير لنصر الله، أكيد أنه ابتسم وقهقه عاليا، أو خيبت ظنونه وذابت أحلامه الوردية إن كان من مصدقيه يوما، هذا الخطاب الذي عطش فيه وجف حلقه وعرق جبينه وتبللت خدوده، جاء عكس كل خطاباته السابقة مئة وثمانين درجة، حيث لا تهديد ولا وعيد ولا شحن طائفي ولا لعنات ولا شتائم ولا سب ولا اندفاع ،لقد تبدل الحال، وصار الذئب أقرب إلى حمل وديع يردأ الشبهات ويستر العورات والانكسارات التي تلاحقت عليه، ما الذي جعل حدة الصوت والنبرة الواثقة الهجومية تتوارى وراء كأس عصير البرتقال، هل هو ضغوط خفية من محبوبته إيران، أم تهديدات خارجية من دول أعظم، أم أن الملتفين عليه في لبنان بدأوا بالانسحاب التكتيكي من عباءته، والصرخات المناهضة لخسارة حرب ليس لهم فيها لا ناقة ولاجمل، أم هو الحدث الأبرز على ساحة سوريا في الشمال وهو تقدم الثوار في إدلب وجعل هذاالأخير يحسب ألف حساب قبل الانخراط من جديد، يبدو وكأن نصر الله، يضرب الآن اخماسه بأسداسه قبل أن يعد عدته، ولكن واضح من حلقه الجاف، أن عدته ستكلف الكثير من العرق والتفكير والتفحيص والتمحبص، ليدرك في النهاية، أن الخطابات الرانانة خلقت للنمور وليست للقطط .