بعد أكثر من 270 يوما من الحرب الطاحنة التي شهدتها الموصل لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية، ما زال عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا بالموصل مثار جدل، حيث أكد وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري أن أكثر من أربعين ألف مدني قتلوا في المعارك، بينما رأت السلطات أن هذا الرقم غير دقيق.
وفي حديث للجزيرة، أكد زيباري ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية عنه بشأن مقتل أكثر من أربعين ألف مدني في المعارك التي خاضتها القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة، مضيفا أن معظمهم قتلوا بنيران القوات العراقية -خاصة قوات الشرطة الاتحادية- إضافة إلى الغارات الجوية.
وأضاف زيباري أن استخدام القوة المفرطة من قبل القوات العراقية -لا سيما المدفعية الثقيلة- في قصفها المناطق المأهولة بالسكان، كان السبب الرئيسي في الدمار الهائل الذي تعرضت له المدينة وسقوط هذا العدد الكبير من المدنيين، وقال إنه متأكد من سقوط هذا العدد من القتلى حتى وإن نفته جهات رسمية.
وذكر زيباري، وهو قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن تقريرا لجهاز مخابرات الإقليم الكردستاني يتحدث عن أعداد كبيرة من جثث القتلى المدنيين ما زالت تحت الأنقاض، وأن معاناة المدنيين في الموصل كانت هائلة.
نفي رسمي
في المقابل، نفت خلية الإعلام الحربي الرسمية مقتل أربعين ألف مدني بالموصل، وقالت في بيان إن الأرقام الصادرة عن مديرية الدفاع المدني في الموصل تقول إن أعداد جثث المدنيين التي تم انتشالها بلغت 1429 فقط.
وأضافت الخلية أن “الاختلاف الكبير بين الأرقام يدعو إلى الوقوف أمام ادعاءات غير صحيحة ﻻ نعرف إلى ماذا استندت”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة يحيى رسول للجزيرة إن التصريحات التي تتحدث عن مقتل أربعين ألفا هي أرقام مبالغ فيها، معتبرا أنها غير دقيقة وعارية عن الصحة.
وأضافت أن هناك ضحايا مدنيين تحت الأنقاض بسبب الاستخدام المفرط في الأسلحة، خاصة في أحياء الموصل القديمة بالجانب الغربي، وهو ما لم يتم التحقق من حصيلته حتى الآن.أما المتحدثة باسم الصليب الأحمر في العراق سارة الزوقري فقالت للجزيرة إن من الصعب تحديد عدد القتلى المدنيين في الموصل، ولكن من خلال تواجد عناصر المنظمة في الخطوط الأمامية والقريبة من العمليات العسكرية واطلاعهم على ضراوة المعارك وشدة القصف العشوائي على الأحياء السكنية فيمكن القول إن معدل القتلى والمصابين المدنيين يوميا يتراوح بين سبعين وتسعين مدنيا، والذين كان يتم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية والطب العدلي.
واعتبرت الزوقري أن وضع المدنيين في الموصل كان مأساويا، وأنهم كانوا ضحية القوى المتحاربة، وهو ما جعل المنظمات الإنسانية غير قادرة على تأمين احتياجات المدنيين الذين لم يتمكنوا من الفرار، ولا انتشال جثث من قضوا تحت الأنقاض.
المصدر:الجزيرة