قالت كوريا الشمالية، الخميس 10 أغسطس/آب 2017، إن تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها ستواجه “ناراً وغضباً” إن هي هدَّدت الولايات المتحدة مجرد “شحنة من الهراء”، وأوردت تفاصيل خطط لإسقاط صواريخ قرب جزيرة جوام الأميركية بالمحيط الهادي.
وتأججت التوترات بسبب تقدم كوريا الشمالية السريع فيما يبدو في تطوير أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول للبر الأميركي الرئيسي، واندلعت حرب كلمات بين الجانبين هذا الأسبوع، على نحو أثار قلق القوى الإقليمية والمستثمرين الدوليين.
ودفعت تصريحات ترامب المفاجئة كوريا الشمالية لأن تقول اليوم إنها في المراحل الأخيرة من خطط لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى فوق اليابان، بحيث تسقط على بعد يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً عن جوام، مضيفة تفاصيل إلى خطة كانت قد كشفت اللثام عنها أمس الأربعاء.
وتقع جوام على بعد يزيد عن 3000 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من كوريا الشمالية، ويقطنها حوالي 163 ألف نسمة، وبها قاعدة عسكرية أميركية تشمل أسطولاً من الغواصات وقاعدة جوية ومجموعة من خفر السواحل.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية “من غير الممكن إجراء حوار قويم مع مثل هذا الشخص الفاقد للرشد، الذي لا تجدي معه إلا القوة المطلقة”، مشيرة إلى ترامب.
وذكرت الوكالة نقلاً عن الجنرال كيم راك جيوم، قائد القوة الاستراتيجية بالجيش الشعبي الكوري، أن الجيش سينتهي من وضع خططه، بحلول منتصف أغسطس/آب الحالي، لتكون جاهزة للعرض على الزعيم كيم جونغ أون، لاتخاذ قرار بشأن تنفيذها.
وتهدد كوريا الشمالية من آنٍ لآخر بتدمير الولايات المتحدة وحلفائها، لكن مثل هذا التقرير ليس معتاداً من حيث تفاصيله.
وقال ماساو أوكونوجي، الأستاذ الفخري بجامعة كيو اليابانية، قبل تقرير الوكالة المركزية الكورية، إن كوريا الشمالية ربما تصدر تحذيراً أو مذكرة مسبقة تفيد بتغييرات في برنامج تجاربها الصاروخية، دون أن تصل إلى حد التهديد بشنِّ هجوم.
وأضاف لرويترز: “أظن هذه رسالة مفادها أنهم يخططون لنقل التجارب الصاروخية من بحر اليابان إلى مناطق حول جوام”. ومضى قائلاً: “وبإرسال هذه الرسالة الاستباقية، فإنهم يبعثون أيضاً بإشارة ضمنية بأن ما سيقدمون عليه ليس هجوماً فعلياً”.
وقال وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا، اليوم الخميس، في تصريحات بثتها وكالة كيودو للأنباء، إن القانون يتيح لليابان اعتراض أي صاروخ كوري شمالي متجه صوب جزيرة جوام، إن هو شكَّل خطراً على وجودها، في تصريحات تمثل تكراراً للموقف الياباني.
لكن خبراء قالوا إن اليابان ليست لديها القدرة حالياً على إسقاط صاروخ منطلق فوق أراضيها في طريقه إلى جوام.
وقال الخبراء أيضاً، إن التفاصيل التي أوردتها كوريا الشمالية ترجح أنها ستمضي في خططها، لتفادي النظر إليها على أنها ضعيفة أو مترددة.
تفادي سوء الفهم
أما إيدي كالفو حاكم جوام، فقال إنه ما من خطر كبير من كوريا الشمالية.
وقال في مقابلة مع رويترز: “يحبون أن يأتوا بأمور غير متوقعة. سيطلقون صاروخاً على حين غِرة، وقد فعلوا هذا عدة مرات. والآن، هم أعلنوا الأمر”.
ومضى قائلاً: “إنهم يبعثون برسالة الآن عن خطتهم، وهو ما يعني أنهم لا يريدون أي سوء فهم. وأعتقد أن هذا موقف ينم عن خوف”.
وأضاف أنه مع وجود دفاعات تغطي كوريا الجنوبية واليابان وأصول بحرية بين كوريا واليابان وجوام، ومع وجود نظام جوام الدفاعي الصاروخي نفسه، ستكون هناك “مظلة دفاعية متعددة المستويات” لحماية السكان.
ولا تزال الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في حالة حرب رسمياً مع كوريا الشمالية، بعدما انتهى الصراع الكوري الذي استمرَّ من 1950 إلى 1953، بهدنة وليس معاهدة سلام.
وتتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة بافتعال “حرب وقائية”، وقالت إن أي خطط من هذا القبيل ستواجَه “بحرب شاملة تقضي على جميع معاقل الأعداء، بما فيها البر الأميركي الرئيسي”.
وكانت واشنطن قد حذَّرت من أنها مستعدة للجوء إلى القوة إذا تطلَّب الأمر، لوقف برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، لكنها تفضِّل تحركاً دبلوماسياً عالمياً.
وفَرَض مجلس الأمن الدولي بالإجماع عقوباتٍ جديدة على كوريا الشمالية، يوم السبت الماضي.
هاف بوست عربي