اعتبر مراقبون أن التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن أن الولايات المتحدة غير متمسكة بحل الدولتين قد تكون بمثابة “رصاصة الرحمة” على هذا الحل الذي فرغته #إسرائيل من أي مضمون على الأرض بمواصلة استيطانها.
فقد ضاعفت إسرائيل عدد المستوطنين أربع مرات في الضفة الغربية، منذ إطلاق عملية السلام في مدريد، قبل ربع قرن والمستوطنات تضاف إلى جدار العزل الذي حوّل الأراضي الفلسطينية إلى كنتونات غير متواصلة مع بعضها البعض، ما يمنع تواصلاً جغرافياً يمكّن من إقامة دولة في حدود عام 1967.
وقال خليل التفكجي، الخبير في الخرائط ومدير دائرة الخرائط في مؤسسة القدس للدراسات لـ”العربية.نت”، إن إسرائيل لديها رؤية، وهي دولة فلسطينية في قطاع غزة، أما الضفة الغربية فترتبط مع الأردن وتكون عبارة عن بلديات أو كنتونات صغيرة تحكمها عشائر ترتبط مع بعضها بعلاقة عدائية ومع إسرائيل بعلاقة جيدة من خلال المخاتير وهذا هو المخطط الوحيد لدى إسرائيل، كما وصف ذلك التفكجي متحدثاً عن الرؤية الإسرائيلية، ولذلك هي تقوم أيضاً بتقسيم المناطق #الفلسطينية على هذا الأساس.
ترمب ونتنياهو خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض
البدائل المطروحة
الحل الأول البديل لحل الدولتين هو “حل دولة واحدة ديمقراطية”، كما تنبثق دعوات بين الحين والآخر، وهذا الحل لا يرفضه الفلسطينيون، ويبرره بعضهم كونهم يشاهدون أرضهم تتآكل يومياً أمام أعينهم، ويراه آخرون يتلاءم نوعاً ما مع طموحاتهم بالوصول إلى كافة مدنهم وأراضيهم في فلسطين التاريخية. ولكن إسرائيل لا ترضى بحل كهذا كونه لا يتلاءم مع طموحها بدولة يهودية خالصة.
الحل الثاني هو دولة واحدة بنظام فصل عنصري “أبرتهايد”، وهو الحل الذي تطمح إسرائيل إلى تحقيقه من خلال حشر#الفلسطينيين في معازل في الضفة الغربية تحت سيطرتها الأمنية.
أما الاحتمالية الثالثة والتي طرحها الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، مؤخراً هي كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية تحت سيطرة أمنية إسرائيلية على فلسطين التاريخية.
والحل الرابع هو كونفدرالية إسرائيلية فلسطينية أردنية بعد اتفاق على الحدود مع إسرائيل، إلا أن كل هذه الحلول لا تتلاءم مع طموحات الفلسطينيين الحالمين بدولة مستقلة عاصمتها #القدس الشريف.
انعدام الحلول
لكن حكومة اليمين الحالية في إسرائيل، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تدفع باتجاه انعدام الحلول واعتباراتها السياسية الداخلية تتفوق كالعادة على السياسة الخارجية.
ولذلك، فإن حكومة نتنياهو تدفع باتجاه حل الدولة الواحدة التي يبقى السؤال: إلى أين ستتجه الأمور مطروحاً.
وقال أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست، إنه “إذا أصبحت دولة واحدة فسأكون أنا رئيس وزرائها لأننا أغلبية في #فلسطين التاريخية”.
وتخشى إسرائيل كثيراً من التفوق الديمغرافي للفلسطينيين على حساب اليهود، داخل حدود فلسطين التاريخية.
وفي حديث لـ”العربية.نت”، قال الطيبي إنه “إذا أصبح خيار الدولة الواحدة مطروحاً كما قال الرئيس ترمب وبالرغم أنني أؤيد حل الدولتين عبر إنهاء الاحتلال لأراضي 67، فإن حل الدولة الواحدة يمكن أن يكون بصورتين: الأولى دولة أبرتهايد نرفضها وسيرفضها المجتمع الدولي والثانية هي دولة ديمقراطية واحدة فيها حق تصويت للجميع، وفيها ستكون لنا غالبية في حال ترشحت أنا أو أي فلسطيني آخر، وسنهزم نتنياهو”، كما قال.