ذكرت صحيفة «الشرق» في تقرير لها أمس السبت 18 أيار (مايو) تغيرت نبرة خطاب المعارضة في تركيا بشأن ملف اللاجئين والعرب بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، وذلك بعد سنوات من استخدامها كورقة ضغط للتأثير على الناخب التركي، في محاولة لخطب ود منتقدي سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم “العدالة والتنمية”.
وذكرت الصحيفة حديث رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزيل، أكبر حزب معارض في البلاد مع قناة “خبر ترك” بشأن اللاجئين السوريين في تركيا واللافتات المكتوبة باللغة العربية، حيث انتقد أوزيل تصريحات رؤساء البلديات التابعة لحزبه بسبب استهدافهم السوريين في خطاباتهم، وتضييق الخناق عليهم من خلال فرْض رسوم مرتفعة على معاملات الزواج، موضحًا أن سياسة الهجرة ليست من اختصاص الإدارات المحلية.
أما الصحافي التركي المعارض نوزت شيشك فقال، في حديثه لـ”الشرق”، إن تصريحات أوزجور أوزيل تُعد غير مسبوقة في حزب الشعب الجمهوري. وتساءل شيشك: “لماذا نسمح بكتابة لافتات باللغة الإنكليزية أو الألمانية وفي الوقت نفسه نحارب اللافتات العربية رغم أن الثقافة العربية هي الأقرب لتركيا؟”.
واختتم حديثه قائلًا : “أتفق بنسبة 100% مع تصريحات أوزجور أوزيل فيما يتعلق بالعرب والسوريين”. وقالت الصحيفة في تقريرها : تُظهر تصريحات أوزيل تحولًا في موقف أكبر حزب معارض بالبلاد، بعدما تبنت المعارضة موقفًا مناهضًا لسياسات أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية” بشأن ملف اللاجئين، خاصة السوريين، في عدة مناسبات، وكان أبرزها خلال انتخابات الرئاسة الماضية.
وقد يكون هذا التحول مؤشرًا على استعداد الحزب المعارض لخوض الانتخابات المقبلة برؤية جديدة قد تقوده لتحقيق مكاسب، خاصة إذ رشَّح شخصية مثل رئيس بلدية إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو، لكن يكمن التحدي الآن في كيفية تعامل حزب أردوغان الحاكم مع “الملف السوري”.
والجدير ذكره أن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، ردَّ على سؤال الصحفيين حول مسألة اللافتات العربية “هل هناك حل لها، هل يجب إزالتها؟” وكان رد أوغلو: “إن الحديث عن حظر اللافتات الإنجليزية أو العربية أو غيرها من هذا القبيل هو نوع من أنواع الشعبوية. هذا لا يليق برئيس بلدية ولا يتماشى مع الفهم العالمي”.
5nvrrm