في ذكرى تصيب القلوب بالهلع والحزن وتشهد على ماضٍ لنظام الأسد بالإجرام وقتل الأبرياء منذ 37 عاماً، كان الأب حافظ الأسد هو القاتل في حماة، ليخلفه ولده بشار، ليفوق في القتل أباه .
يصادف اليوم السبت 2 شباط الذكرى 37 لمجزرة حماة، و التي ارتقت لتصبح خلال 27 يوماً آنذاك، حملة إبادة جماعية بحق أبناء مدينة حماة، حيث لا إعلام حر ينقل الوقائع، و المجازر التي ارتكبها نظام الأسد يومها، لترمى جثث أبناء مدينة أبي الفداء في الشوارع، و يدفن بعضها بالحفر وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم ولكن لماذا ..؟
قد يتساءل الكثيرون عن أسباب مجزرة حماة، و اجتياحها من قبل سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ برفقة مصطفى طلاس وزير دفاع النظام وقتها، و الجواب هو أن حافظ الأسد اعطى الأوامر لهم بقتل أبناء المدينة، ظنّاً منه أن أهالي المدينة سينقلبون على حكمه و كرسيه .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1982؛ بدأت سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد بالتوجه إلى حماة، و ضمت هذه القوات عدد كبير من المرتزقة، برواتب تصرف من النظام، لتبدأ بقصف أحياء المدينة بالقذائف المدفعية، و كان صوت القصف يصل لأكثر من 60 كيلو متراً في ريف حماة، وتركز القصف على المساجد والأحياء السكنية، و دمر النظام أكثر من 30 مسجداً، و ذلك بمشاركة قوات قوات اللواء 47 دبابات واللواء21 ميكا، و تركزت القوات في جبل زين العابدين المطل على حماة، ليستمر القصف في الليل و النهار .
لم يرضَ أهالي حماة بالذل؛ وقرروا مواجهة قتلة الأطفال، لكن المعادلة لم تكن متوازنة، فمدنيون يصارعون ألوية وكتائب مدرعة ومسلحة بالدبابات والمدفعية والرشاشات والقذائف الصاروخية، جعلت قوات حافظ الأسد و أخيه رفعت تسيطر على المدينة بعد 20 يوماً فقط، وذلك بسياسة الأرض المحروقة .
في صباح 23 شباط، انتهت المقاومة الشعبية في حماة، وخيّم الصمت على المدينة، ولم يبقى سوى صوت جنازير دبابات الأسد وصوت أزيز الرصاص في عمق حي البارودية في المدينة القديمة، فكل من يخرج بوجه سرايا الدفاع سيكون مصيره الموت المحتم، بأبشع الطرق و أوحشها .
وفي صباح 24 شباط من العام نفسه، بدأت عناصر النظام والمتحالفين معهم، بنهب وحرق منازل المدينة وقتل كل من يمانع أو يتفوه بكلمة، و بدأت الإعدامات الميدانية في الأزقة والشوارع و الساحات و المنازل، وسط أكوام الركام و المنازل المتهدمة .
وفي 26 شباط بعد 3 أيام من السيطرة على حماة، اعتقلت سرايا الدفاع 1500 شخصاً من المدينة، لتقوم باقتيادهم إلى الأطراف الجنوبية من المدينة وتعدمهم ميدانياً بدم بارد وبطريقة وحشية، لتملأ الجثثُ المكان، وتلبس حماة ثوبها الأسود، بعد أن قتل الآلاف من أبنائها خلال أقل شهر واحد .
لم يكن ولد القاتل طبيب عيون يداوي المرضى، ويرجع النور إلى أبصار المدنيين، بل على العكس، بدأ بقتلهم على نهج أبيه حافظ، فنظام بشار الأسد و هو امتداد لنظام حافظ بل هو عينه فالمجازر توالت والاعتقالات استمرت منذ أن سيطر حافظ على الحكم في سوريا .
في حماة مجازر خالدة، لن ينساها السوريون، وسط تغافل دولي عن هذا النظام، إلا أن السوريين لن يكونوا في صفوف المتغافلين، بل طالبوا بالحرية حتى إسقاط النظام الدموي .
المركز الصحفي السوري ــ خاطر محمود