فضيحة قتل السوري في لبنان..إيقاف ضابط وعناصر وتزوير للتقرير
نشرت جريدة الأخبار اللبنانية مؤخراً تقريراً عن تفاصيل الجريمة التي اتهم بها عناصر وضباط الجهاز الأمني اللبناني وعذب السوري بشار عبد المسعود حتى الموت، حيث أوقف ضابط و4 عناصر على ذمة التحقيق وكشفت عن تزوير في تقرير الطبيب الشرعي لطمس الجريمة.
تزوير في تاريخ تقرير الطبيب الشرعي
ذكرت الجريدة أن الطبيب الشرعي غالب صالح الذي كشف عن جثة عبد السعود الأربعاء الفائت قد أرّخ تقريره في 2 أيلول أي الجمعة، عند نشر الجريدة لخبر قتل عبد السعود بداية وتزامنا مع توجه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي إلى بلدة تبنين لمعاينة الجثة. في حين سرب تسجيل صوتي لنائب المدير العام للجهاز العميد حسن شقير أرسله على مجموعة وتساب للضباط الإقليميين في أمن الدولة، أن جهاز الأمن كان في موقع الدفاع عن نفسه في مواجهة عبد السوري عبد المسعود الذي اعترف أنه ينتمي لتنظيم الدولة داعش”، وأنه توفي بأزمة قلبية. وهذا يظهر أن هناك تقريران متناقضان أحدهما سرب قبل ظهور صور آثار التعذيب والثاني بعد نشرها، وفقا للمصدر.
إيقاف ضابط وأربعة عناصر على ذمة التحقيق
ذكر عفيفي أن الأمن اللبناني أوقف الضابط المسؤول عن مركز بنت جبيل التابع لأمن الدولة “ح.أ” وأربعة عناصر في المكتب الإقليمي وهم ” عباس خ ويوسف ب و خضر ز وفادي ف، وذكرت “الأخبار” أن هؤلاء استلموا الضحية من القوة الضاربة في الجهاز الذي أوقفه على هذه الحالة من التعذيب. وأظهرت القوة الضاربة تسجيلا مصورا لإفادة عبد السعود وتسجيلا آخرا خلال تسليمه من دون ظهور آثار التعذيب عليه، ما يرجح بحسب المصدر، أن عناصر أمن الدولة عذبوا عبد المسعود، كما دحضت الفحوصات الطبية كل الادعاءات أن عبد المسعود مدمن مخدرات. وكان عبد المسعود المقيم في مخيم شاتيلا ويعمل دهانا أن أوقف من قبل الأمن الوطني الفلسطيني بناء على طلب أمن الدولة وسلم في اليوم التالي للقوة الضاربة دون تعرضه للتعذيب.
استهتار وخطاب عنصري
نشر المحامي اللبناني طارق شندب صورا لعبد المسعود على حسابه تويتر في 2 من الشهر الحالي منتقدا الجريمة ومطالبا بمحاسبة الفاعلين، في حين أن المدير العام للواء طوني صليبة الذي كان في رحلة استجمام في لارنكا لم يحضر للمديرية لمتابعة مستجدات الجريمة الحاصلة. وسبق ذلك هجوما على وجود اللاجئين السوريين في لبنان من قبل الرئيس اللبناني ميشيل عون خلال لقائه وزير التنمية الكندي هارجيت ساجان في 17 آب المنصرم ووصف ذلك أنه جريمة غير مقبولة، ونقلت إذاعة مونتي كارلو تصريح وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين أن خطة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم باتت جاهزة للتنفيذ، دون الكشف عن تفاصيل إضافية واعتبر أنه لا يوجد مانع من ترحيل اللاجئين السوريين بطريقة آمنة خارج إطار المفوضية العامة للاجئين في الأمم المتحدة.
تشهد لبنان أوضاعا سياسية واقتصادية مضطربة حيث يتم تسيير أوضاع البلاد ضمن حكومة تسيير أعمال يسيطر ميليشيا حزب الله اللبناني على معظم مفاصل الحياة فيها، ولا تقتصر معاناة اللاجئين السوريين وقتلهم في لبنان بل إنها زادت في تركيا نتيجة الخطاب المعادي لوجود اللاجئين السوريين فيها وسط غياب تمام لأي تحرك حكومي جاد في فرض القوانين الصارمة التي تحد من خطاب الكراهية.
تقرير/محمد إسماعيل