وصف مقال بصحيفة نيويورك تايمز خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمناسبة ذكرى الاستقلال بالخطاب الظلامي والمثير للتفرقة، متهما إياه بمحاولة إثارة الصراع بين الثقافات.
وانتقد المقال الذي كتبته الصحفية آني كارني تحت عنوان “ترامب استخدم خطابه في جبل راشمور لإيصال رسالة مثيرة للتفرقة والحرب بين الثقافات”، تصريح ترامب أمام حشود من أنصاره بأنه يخوض معركة ضد ما وصفه باليسار الراديكالي الجديد الذي يسعى لمحو قيم الأمة وتاريخها.
وأشارت كارني إلى أن حدة ترامب الذي يواجه أزمة تفاقم تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة وتعثر حملته الانتخابية الذي عكسته استطلاعات الرأي، تدخل في إطار الجهود التي يبذلها لإعادة انتخابه، وقد وظّف خطابه لشن حرب ثقافية شاملة على اليسار الذي صوّره على أنه يحرّض على الفوضى ويدفع البلاد نحو نظام استبدادي.
وكان ترامب قال في خطابه إن من وصفهم بالغوغاء الغاضبين يحاولون هدم تماثيل مؤسسي الولايات المتحدة وتشويه أقدس نُصُبها التذكارية وإطلاق موجة من الجرائم في المدن الأميركية.
وقالت كارني إن ترامب مرّ على موضوع عودة تفشي وباء كورونا المخيفة مرور الكرام، بالرغم من أن عدد الإصابات الجديدة المسجلة في يوم الجمعة وحده بالوباء تجاوزت 53 ألفا، وبدلا من ذلك اختار مهاجمة ما وصفه بثقافة الإلغاء الخطيرة التي تهدف إلى إسقاط المعالم الأثرية، وقدم نفسه كزعيم قوي يسعى لحماية الدستور الأميركي وتراث البلاد وإنفاذ القانون.
خطاب التفرقة
ورأت الكاتبة أن خطاب ترامب دليل آخر على بُعده المتزايد عن هموم المواطنين الأميركيين وقلقهم الشديد المتنامي بشأن الأزمة الصحية التي تجتاح البلاد، كما رأت أن الخطاب سلط الضوء على مدى تعويل ترامب على مجموعة يسيرة من الأميركيين لإنجاحه لولاية رئاسية ثانية واعتماده لتحقيق ذلك على تغيير الموضوع واللجوء لخطاب التخويف والتفرقة.
كما انتقد المقال إصرار ترامب على تنظيم الأنشطة الحاشدة رغم المخاطر الصحية المترتبة على ذلك، ورغم تحذير عمدة واشنطن من أن الحشود الشعبية تنتهك الإرشادات الصحية الفدرالية، ورغم إحجام سياسيين آخرين عن تنظيم احتفالات حاشدة بذكرى الاستقلال احتراما للتعليمات الاحترازية المتعلقة بالحد من تفشي فيروس كورونا.
وقالت الكاتبة إن أنشطة ترامب يومي الجمعة والسبت تبعث برسالة مختلفة مفادها أن العرض المزدهر والرائع يجب أن يستمر بأي ثمن لخدمة خطاب التفرقة والصور القوية التي يسعى الرئيس للترويج لها.
كما انتقدت إشارة ترامب في خطابه لخصومه السياسيين ومؤيديهم بالقول “لن يحكمنا مستبدون، ولن تتم إهانتنا، ولن نخاف من أولئك الأشرار السيئين”.
واختتمت الكاتبة مقالها بتعليق للناطق الرسمي باسم حملة جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق ومرشح الحزب الديمقراطي، والذي قال “إن بلدنا بأكمله يعاني من التكاليف الباهظة لوجود رئيس مهمل ويسعى للتفرقة ولا يهتم لأي شيء سوى مكاسبه الخاصة.. إنه لا يهتم بأمر المرضى ولا العاطلين عن العمل، ولا يهتم أيضا بدستورنا ولا بقواتنا التي في الأماكن الخطرة”