حرب إسرائيل على غزة طغت على نقاشات الجلسة الختامية لمجلس حقوق الإنسان

نقلًا عن موقع الأمم المتحدة اختتمت أمس الجمعة 13 تشرين الأول (أكتوبر) الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف والذي خصص جزء منه لمناقشة الحرب على غزة.

اغتنمت عدة دول الفرصة لتناول الحرب في فلسطين، والذي دخل الآن يومه السادس، وتحدثت 22 دولة ومنظمة غير حكومية واحدة، مما حول الاجتماع إلى نقاش عاجل صغير حول الأزمة التي أثارتها هجمات حماس ضد إسرائيل وأسر أكثر من 100 إسرائيلي تحتجزهم حماس كرهائن.

وأدى التوغل المفاجئ إلى قصف جوي مكثف من قبل إسرائيل، وحصار كامل لقطاع غزة، وإصدار أمر بإخلاء الجزء الشمالي من القطاع خلال 24 ساعة، والتي بدأت مساء الخميس بالتوقيت المحلي.

وفي المجلس، ركزت الدول الغربية على إدانة حماس ودعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وركزت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمجموعة العربية على الهجمات الإسرائيلية على غزة بينما أعربت عن دعمها للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير.

ومن بين الأعضاء الذين تحدثوا كانت باكستان (نيابة عن منظمة المؤتمر الإسلامي) والجزائر والسودان.

وركزت مداخلاتهم على سلوك إسرائيل في غزة، بما في ذلك الخسائر في أرواح المدنيين والبنية التحتية، والحاجة إلى ممرات إنسانية في غزة، ودعم تقرير المصير الفلسطيني.

وأثارت فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا البيان المشترك الصادر يوم الاثنين عن قادتها وإيطاليا. وأعربت تلك الوثيقة عن “الدعم الثابت والموحد لإسرائيل” و”الإدانة القاطعة لحماس”.

كما أدلت بلجيكا والتشيكيا بتعليقات لدعم إسرائيل ودعوا إلى إطلاق سراح الرهائن. ودعت جنوب أفريقيا والصين والهند جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية وبذل الجهود من أجل عملية السلام.

كما شاركت في الاجتماع أيضًا فلسطين وإسرائيل من غير الأعضاء. و دعا السفير الفلسطيني إبراهيم خريشي إلى وقف ما أسماها “المجزرة” المستمرة في قطاع غزة، وعدد الضحايا “من بينهم أكثر من 1750 شهيدًا وأكثر من 500 طفل و7000 جريح”. وأشار أيضا إلى الدمار المستمر في غزة، والتصريحات العنصرية والإجرامية، وقطع الغذاء والكهرباء والمياه والوقود، وحيث وصف ممثلو إسرائيل الشعب الفلسطيني بأنه “حيوانات بشرية”.

وأشار السيد الخريشي إلى أن بعض الدول قالت إنها تشارك إسرائيل القيم والمبادئ. وقال: “هذا أمر غير مقبول بالنسبة لكم أن تربطوا أنفسكم بهؤلاء المجرمين”. وأشار أيضا إلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات وسيارات الإسعاف، قائلا :”إن هذا لن يقتل أبدا إرادة وتصميم الشعب الفلسطيني على تحقيق حريته وإنهاء الاحتلال”.

وقالت السفيرة الإسرائيلية ميراف إيلون شاهار إن أكثر من 1300 مواطن وأجنبي تعرضوا لمذبحة وحشية على يد حماس، وأن ما يقرب من 2500 إرهابي دخلوا البلاد “لقتل شعبي وتعذيبهم واغتصابهم واختطافهم وقطع رؤوسهم”- حسب زعمها- وأضافت أن حماس لا تظهر أي احترام لحياة الإنسان وحقوق الإنسان. وأطلقت الجماعة النار على أشخاص أبرياء، وفجرت عائلات بأكملها في منازلهم، وطعنت أطفالًا صغارًا في أسرتهم.

وردًّا على بيان المجموعة العربية، قالت ممثل إسرائيل إن داعش وحماس وجهان لعملة واحدة، وتساءل عما فعلته هذه الدول ردا على داعش. وأشارت السفيرة شاهار إلى أن الوفود ظلت لسنوات تدعم حماس ودعواتها لتدمير الشعب اليهودي. وقالت إنه يتعين على الآخرين إدانة حماس والمطالبة بالإفراج عن الرهائن. وطالب السفير الدول الأخرى بالوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها ضد الإرهاب.

أدانت “الخدمة الدولية لحقوق الإنسان”، وهي منظمة غير حكومية، جميع الجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي التي ترتكبها إسرائيل وحماس ، قائلة: “إن الهجمات المستهدفة والعشوائية ضد المدنيين لا يمكن تبريرها على الإطلاق”.

دعت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع تحقيقاتها في الجرائم الخطيرة التي ارتكبتها جميع الأطراف في فلسطين وإسرائيل.

وفي الوقت نفسه، وفقًا للخدمة الدولية لحقوق الإنسان، ينبغي للجنة التحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، التي أنشأها المجلس، أن تعالج الوضع أيضًا في سياق أسبابه الجذرية، والتي تشمل الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري وإنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. لتقرير المصير والعودة.