تمتلك المأساة السورية وجوها كثيرة، أحدها ضريبة اللجوء والنزوح، وعلى الرغم من منع الحكومة الأردنية عمالة الأطفال، فإن أكثر من 30 ألف طفل سوري لاجئ يعملون في ظروف صعبة وبيئة غير صحية ولساعات طويلة مقابل بضعة دنانير لسد احتياجات عائلاتهم التي تعيش أوضاعا مأساوية واقتصادية صعبة، خصوصا في شهر رمضان.
وترتسم ملامح الطفولة الضائعة التي تبحث عن جواب يبرر عملهم لساعات طوال على وجوههم، أحمد مثلا طفل سوري لاجئ يجول الشوارع أملا ببضعة دنانير تأتي من بيعه للعلكة، لم يجد أحمد إجابة لسؤال وجه له عن سبب عمله رغم صمته الطويل، صمت انتهى بقوله بإنه يدفع كغيره من أبناء جلدته ضريبة قاسية من ضرائب اللجوء.
ومع استمرار الأزمة السورية ودخولها عامها الخامس، بات الأطفال السوريون الضحية الأولى لأزمة بلدهم، ومع تخوف كثيرين من ضياع جيل بأكمله توثق الأرقام أكثر من 30 ألف طفل لاجئ في الأردن تركوا دراستهم بحثا عن لقمة العيش، كان لمدينة “إربد” شمال العاصمة #عمان النصيب الأكبر منهم.
ما فقده أحمد ورفاقه من أمان وحقوق كان حتما عليهم أن يؤمنوه لأسرهم وسط رحلة بحثهم عن رغيف الخبز على أرض جعلت منهم كبارا قبل الأوان. قناة العربية