وسط أجواء روحانية وإيمانية مفعمة بالطمأنينة والخشوع، شهد نحو 3 ملايين مصل من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين ختم القرآن بالحرمين الشريفين، (ليلة الـ 29 من رمضان)، والتي يطلق عليها البعض اسم ليلة “التختيمة”.
ويحرص كثير من المصلين والمعتمرين على حضور ليلة الـ 29 ليشهدوا ختم القرآن ودعاء الختم بالحرمين الشريفين، ولرجاء أن تصادف هذه الليلة ليلة القدر، كونها إحدى ليالي الوتر التي ورد فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنها الأقرب لأن تكون إحدى لياليها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
وجرت العادة أن تخصص ليلة الـ 29 لختم القرآن، كونها الليلة الأكيدة من آخر ليالي شهر رمضان المبارك، حيث لا تؤدى صلاة التراويح ليلة العيد التي قد تحل بعد هذه الليلة مباشرة.
وشهد أكثر من مليوني مصل من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين ختم القرآن الكريم بالمسجد الحرام في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان، بحسب تقديرات وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وتوافد المصلون إلى المسجد الحرام منذ وقت مبكر، فامتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين، وامتدت صفوفهم إلى جميع الساحات المحيطة بالمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه.
وأم المصلين في المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس الذي دعا للمسلمين بالمغفرة والعتق من النار وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء وأن يجعلها آمنة مستقرة.
وتمكّن قاصدو بيت الله الحرام من أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان في أجواء روحانية سادها الأمن والراحة والاستقرار.
وقامت شرطة العاصمة المقدسة بتكثيف انتشار رجال الأمن والدوريات الأمنية في جميع أحياء مكة المكرمة والطرق المؤدية إليها لمتابعة الحالة الأمنية ومساعدة الزوار والمعتمرين فيما يحتاجون إليه وتوجيههم إلى المواقف المخصصة للسيارات.
وفي المدينة المنورة، غصت أروقة المسجد النبوي الشريف وساحاته بأكثر من مليون مصل من المواطنين والمقيمين والزوار من داخل وخارج المدينة المنورة الذين حرصوا على أن يشهدوا ليلة ختم القرآن الكريم بالحرم النبوي.
وكثفت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي خدماتها المباشرة لمواكبة كثافة المصلين الذين توافدوا مبكرا إلى المسجد النبوي فضلا عن آلاف المعتكفين الذين يقضون ليلتهم ربما الأخيرة في رحابه.
وأحبطت وزارة الداخلية السعودية الجمعة عملية إرهابية استهدفت المسجد الحرام بمكة المكرمة غربي البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن العملية أسفر عنها مقتل انتحاري في منزل كان يتحصن به في مكة بعد قيامه بتفجير نفسه، وإصابة (6) من الوافدين و(5) من رجال الأمن، والقبض على (5) من عناصر الخلية بينهم امرأة.
ويعد هذا أول إعلان عن محاولة إرهابية بالمملكة، بعد التغييرات الجديدة في السعودية وتعيين ولي عهد ووزير داخلية جديدين.
كما تأتي بعد نحو عام من إحباط عملية إرهابية استهدفت الحرم النبوي في المدينة المنورة في 4 يوليو / تموز 2016.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فجر الأربعاء الماضي، أمرا ملكيا بتعيين نجله الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، بدلا من الأمير محمد بن نايف الذي أعفاه من منصبه.
وتضمنت حزمة الأوامر الملكية تعيين وزير جديد للداخلية خلفا لمحمد بن نايف الذي كان يشغل المنصب نفسه أيضا، إضافة إلى تعيين عدد من الأمراء مستشارين في الديوان الملكي وسفراء بالخارج.
الاناضول