خلدون الشيخ (القدس العربي)
عندما كانت المشاكل تواجه مدرب ليفربول يورغن كلوب، لم تكن منها اطلاقا أزمة هجومية، لكن اليوم بات على الخط الهجومي الخارق الذي يقوده النجم المصري محمد صلاح ان يتطور في المباراة الاخيرة امام نابولي في دوري الابطال اذا أراد تكرار انجاز الموسم الماضي، بل حتى الاستمرار في المسابقة.
لكن ماذا حدث لهذا الخط الخارق؟ فليلة الاربعاء الماضي أمام باريس سان جيرمان كان حملاً وديعاً، لم يهدد مرمى الحارس المخضرم جانوليجي بوفون الا نادراً، على غرار ما حدث في الكثير من مباريات هذا الموسم.
الفريق تطور كثيراً في الخط الدفاعي مع تاقلم المدافع الهولندي فان دايك ومجيء الحارس البرازيلي اليسون، وهو ما عكسه استقبال شباكه 5 أهداف فقط في 13 مباراة في الدوري الانكليزي، لكن الخط الهجومي فقد حيويته وخطورته وقدرته على تدمير الفرق المنافسة، بل خلال الموسم الماضي كان الثلاثي صلاح – ماني – فيرمينو قادراً على حسم العديد من المباريات، حتى لو أخفق الدفاع، فكل منهما سجل 10 أهداف في المسابقة ليكون الخط الأقوى الموسم الماضي، لكن حتى الآن سجل صلاح هدفين ومثلهما لفيرمينو وواحد لماني.
أحد أهم اسباب الاخفاق يعود الى المنافسين، الذين درسوا أسلوب لعب ليفربول، وقدرته على تطبيق الهجمات المرتدة بسرعة عالية، ووضعوا الخطط لكسر هذا الثلاثي، بل مثلما رأينا امام سان جيرمان، اعتمد الفريق الفرنسي على الكرات العالية لكسر أسلوب الضغط الارتدادي واغلاق المساحات الذي يمارسه لاعبو الوسط والهجوم في ليفربول، عدا عن أن فكرة كسر وتيرة اللعب، اما بالتمثيل او المبالغة في الاصابة، جزء من هذه الخطة.
في بداية الموسم الجاري، كان هناك الكثير من النقد على اخفاق صلاح وزميليه، بل ذهب البعض الى القاء الضوء على الصراع الشخصي بين صلاح وماني، وربما بسبب الغيرة والحسد، لكن في الاسابيع الأخيرة رأينا وجهاً آخر من أسلوب لعب النجمين، وهو الفردية المحضة، على عكس فيرمينو الذي يمتاز بالجماعية، ولهذا رأيناه يختفي بسهولة في المباريات التي يعاني فيها ليفربول.
عامل آخر ساهم في معاناة الثلاثي الهجومي، هو انقطاع خط الامداد من الوسط، حيث انشغل ثلاثي الوسط في حماية الخط الدفاعي اكثر مما كان يفعل الموسم الماضي، وهذا سبب آخر لتحسن الخط الدفاعي وعدم استقبال الكثير من الاهداف، وأيضاً لم نعد نرى ميلنر او فينالدوم او هندرسون يتقدمون للمساندة الهجومية مثل السابق، وهو عنصر مهم فقده الخط الهجومي، رغم استمرار تحقيق نتائج ايجابية مقبولة في البريميرليغ، رغم أن النتائج أصبحت بفارق أهداف أقل، الا انه ظل بدون هزيمة حتى الآن، لكن هذا العنصر فشل في دوري الأبطال، خصوصاً عندما يلعب خارج أرضه، ومنها الهزيمة الغريبة امام أضعف فرق المجموعة ريد ستار الصربي.
من الواضح جداً أن المدرب يورغن كلوب صب تركيزه كله على تأمين الخط الدفاعي، في محاولة لجلب التوازن مع القدرات الخارقة لخطه الهجومي، معتقدا ان تكليف خط الوسط بمهام دفاعية لن يؤذي قدرات الثلاثي الهجومي، لكن في المقابل هناك الكثير من الايجابيات مقارنة مع الموسم الماضي، خصوصاً في الدوري الانكليزي، فبعد مرور 13 جولة الموسم الماضي، كان ليفربول يحتل المركز السادس وبفارق 14 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي، وبفضل هذه التغييرات الذي أدخلها كلوب، اصبح ليفربول هذا الموسم وبعد مرور عدد الجولات ذاتها، ثانياً بفارق نقطتين فقط عن السيتي المتصدر، ومن دون أن يتعرض لأي هزيمة، حتى بعد مواجهة 4 من الخمسة الكبار، وهو الأمر الذي يفضله انصار ليفربول، الذين لو خيروا بين احراز لقب الدوري الغائب عن خزائنهم منذ العام 1990، أو الفوز بدوري الأبطال، فانهم سيختارون لقب البريميرليغ بدون أدنى تردد.
فرص التأهل في دوري الأبطال ما زالت في أيدي ليفربول، وقد نتفاجأ بعودة الثلاثي الهجومي الى سابق عهده في التألق، خصوصاً ان الانقطاعات “المؤذية” للمشاركة في المباريات الدولية انتهت حتى الربيع المقبل، وعذر الارهاق من السفر الطويل والشاق لن يعود موجوداً.
*نقلاً عن: القدس العربي