يُعد مقتل 5 عناصر من الشرطة الأمريكية بولاية دالاس، أول أمس الخميس، من أكثر الحوادث عنفًا ضد الشرطة في تاريخ البلاد، ليبلغ عدد من قتلوا منذ مطلع 2016، 57 شرطيًا في عموم الولايات المتحدة أثناء قيامهم بعملهم.
وبحسب المعطيات الصادرة عن مؤسسة “دفتر شرف أبطال الشرطة (أهلية)” فإن 57 شرطيًا فقدوا حياتهم، أثناء قيامهم بعملهم، منذ مطلع العام الحالي، 26 منهم قتلوا بإطلاق نار، والبقية بحوادث مختلفة كعمليات دهس بالسيارات، أو أثناء عمليات مطاردة فارين.
وكشفت المعطيات عن مقتل 130 شرطيًا أمريكيًا، طيلة عام 2015.
ومن جانب آخر يبين “صندوق استذكار عناصر الشرطة الوطنية الأمريكية (أهلي)” أنّ العملية الأعنف التي تعرضت لها الشرطة الأمريكية، هي هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، التي استهدفت البرجين في مدينة نيويورك، وقتل خلالها 72 شرطيًا.
وتأتي بعدها عملية الخميس الماضي، من حيث العنف وعدد القتلى والجرحى في صفوف الشرطة، فيما كانت عملية تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، بمقهى قرب قاعدة عسكرية بالعاصمة واشنطن، ثالث أعنف عملية ضد الشرطة، حيث قتل 4 منهم، بنيران شاب أسود، وآذار/ مارس من نفس العام، قتل 4 شرطيين بهجوم مسلح، بمدينة “أوكلاند” بولاية كاليفورنيا.
** أحداث الخميس 7 يوليو/تموز 2016
5 عناصر من الشرطة الأمريكية من ذوي البشرة البيضاء، فقدوا حياتهم وأُصيب 7 آخرون، برصاص قناصة، في مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية.
الحادثة التي تشتبه الشرطة بضلوع أكثر من شخص فيها، أشعلت المخاوف من تأجج نيران العنصرية في المجتمع الأمريكي، خاصة أن الأمر لم يكن طارئًا، بل له إرهاصات سابقة.
البداية تعود إلى الثلاثاء الماضي، عندما قام شرطي من ذوي البشرة البيضاء بقتل مواطن من ذوي البشرة السمراء يدعى “آلتون سترلنغ” (37 عامًا)، في مدينة باتون روج، عاصمة ولاية لويزيانا الأمريكية، أثناء قيام الأخير ببيع نسخة مقلدة من أقراص مدمجة للأغاني والأفلام خارج أحد متاجر المدينة (وهو ما يعاقب عليه القانون الأمريكي).
وعلى خلفية مشادة بين “سترلنغ” واثنين من عناصر الشرطة من ذوي البشرة البيضاء، استل أحدهما سلاحه وأطلق النار على الرجل، ليرديه قتيلا.
يوم الأربعاء شهد كذلك حدثًا مماثلًا، إذ خرّ الشاب صاحب البشرة السمراء “فيلاندو كاستيل” (32 عاماً) صريعاً، إثر قيام شرطي أبيض بفتح النار عليه.
وفي تسجيل مرئي التقطته صديقة كاستيل، التي كانت بصحبته في السيارة، ظهر الأخير وهو مضرج بالدماء، يتلوى من الألم، فيما ظل الشرطي موجهاً مسدسه إليه، ويتحدث بعصبية محاولاً إبعاد وجهه عن الكاميرا التي كانت تحملها الفتاة.
وقالت صديقة الضحية، عبر تسجيلها المرئي على “يوتيوب”، إن الشرطي طلب من كاستيل رخصة القيادة وإجازة السيارة، بسبب عطب في أحد المصابيح الخلفية للسيارة، وأن كاستيل أخبر الشرطي بأنه يحمل سلاحاً مرخصاً، إلا أن الشرطي أطلق النار عليه عند محاولة الضحية إبراز إجازة قيادته وأوراق امتلاك السيارة.
ويسمح القانون في ولاية مينيسوتا، حيث قتل كاستيل، للمدنيين بحمل سلاح مرخص.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، في إحصاء لها، أمس، إن كاستيل هو الضحية رقم 123 بين السود، الذين قتلوا على يد الشرطة خلال عام 2016.
وعلى خلفية الحادثين، شهدت أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة مظاهرات حاشدة، أمس الأول الخميس، احتجاجًا على ما اعتبروه “عنصرية” الشرطة ضد المواطنين من أصحاب البشرة السمراء.
ورغم سلمية الاحتجاجات في أغلب أنحاء أمريكا، إلا أن مدينة دالاس كانت على موعد مع نزف دماء جديدة، لكن أصحابها هذه المرة كانوا من رجال الشرطة ذوي البشرة البيضاء.
وبيّنت المعلومات الأولية الصادرة عن الشرطة، أن الدوافع وراء الحادث هو الانتقام لحوادث قتل مواطنين من ذوي البشرة السمراء على يد الشرطة.
الأناضول