في زمن النظام كانت تنتشر عبارة “ممنوع التصوير” حيث تصادفنا هذه العبارة مكتوبة على لوحة معلقة على جدار مؤسسة حكومية أو مجمع أعمال أو دور عبادة أو مبانٍ متراصة غالبا لا تعرف ما هي وغالبا تكون وحدات عسكرية وكنا نشعر حينها أننا مضطهدين وأن هناك من يقيد حريتنا في تلك اللحظة ؟ على اعتبار أن نيتك صافية ولا يتعدى الأمر لديك سوى لحظة تذكارية مع صديق أو أن تصميم المبنى قد أعجبك أو حرك بك روح الفنان او تريد تنشر الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز الحياة التي تعيشها لأصدقائك الذين هجرتهم رحى الحرب في سورية.
يعاني النشطاء في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام للتضيق والملاحقة وخاصة الصحفيين المستقلين كون غالبية القيادات العسكرية لا تدرك أهمية عمل الصحفي … والجميع في حالة الحروب يعمل على استخدام الصحافة للترويج لأهدافه وغاياته فيصبح الاعلاميين اعداء الجميع ويتعرضون على الغالب للاعتقال او القتل بسبب عملهم ففي الكثير من المناطق يمنع التصوير دون رخصة من الجهات المسؤولة.
تنقل لنا الصورة حقيقة ما يحدث في هذا العالم ودائما يكون لها وقعها وتأثيرها الخاص على المجتمعات وعلى صناع القرار، خاصة ان كانت تلك الصورة خارجة من دول الحروب والمآسي والتي تعتبر هي الاخطر على الناشط
لقد تعرضت الصورة في عهد الأسد الأب والابن للتشويه والتزوير واسسوا مدارس كبيرة في قمع الحريات وملاحقة النشطاء، وللأسف بعض الفصائل استخدمت الاسلوب ذاته في القمع ومصادرة الحرية، ووجد النشطاء انفسهم يثورون على الدكتاتورية والنظام المتسلط ليقعوا تحت سلطة فصائل تمارس نفس الاسلوب الذي ثاروا عليه وتعمل بنفس الادوات لقتل الصوت الحر.
في بداية الثورة وبعد تحرير عشرات المدن والبلدات بدأ دور الناشط الصحفي يكبر ويزاد اهمية لتوثيق الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين ومقارعة آلة النظام الاعلامية الكبيرة واستطاع الاعلام الضعيف للنشطاء أن يسقط اعلام النظام المدعوم من دول، لكن هذه الاعمال الكبيرة للنشطاء لم ترق للكثيرين وخاصة ممن بدأ يكرس للدكتاتورية ولأهداف بعيدة عن اهداف الثورة، الامر الذي واجهه النشطاء بكل قوة رغم ما تعرضوا له وضغوط وترهيب،
تشير الاحصائيات لمقتل ما يقارب 720 ناشط وجرح واعاقة ما يقارب 5400 ناشط اعلامي، 170 منهم قتل على يد الفصائل المتشددة، في حين اعتقل قسم كبير منهم وعذب العشرات وسُلبت منه المعدات والكمرات ومورس عليهم كل انواع الترهيب
ومن عشرات القصص قصة اعتقال المصور عبيدة دلو حيث اعتقل قبل ٤ سنوات في جبل الزاوية بتهمة الخيانة والتخطيط لاغتيال الامير ومصيره ما زال مجهولا حتى الآن
هذه الافعال انعكست سلبا على الثورة المواضيع التي المحررة الكثير من الصحفيين وانتقلت الخبرات الأكاديمية للخارج لتتصحر المنطقة اعلاميا وأصبحت أخبار المجازر وما يحدث داخل سورية عرضة للتشكيك من قبل الاعلام العربي والعالمي بسبب اخطاء كبيرة ارتكبها النشطاء الذي حاولوا سد الفراغ الحاصل في العمل الاعلامي.
هناك قيودا كثيرة على التصوير لبعض المواضيع التي تفرضها الجهات المسيطرة، وهناك قيود أخرى على نشر تلك الصور في بعض الحالات وهو مالا يجب إغفاله.
فلابد من تظافر الجهود لتوفير الحماية لهؤلاء النشطاء الذين ينقلون بتلك الصور ما يحدث في سورية وان تقدم لهم كل التسهيلات حتى يتمكنوا من ممارسة مهنتهم بحرية ..
فهل الفصائل ستستمر بقمع الحريات ام أنها ستراجع حساباتها وتدرك فداحت ما تفعله بمصادرة حرية النشطاء ….
https://www.youtube.com/watch?v=4C8gIURkoIg&t=15s
المركز الصحفي السوري