نقلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية مقالا ،ترجمه المركز الصحفي السوري، يتحدث عن التسجيل لصوتي الاخير لأبو بكر البغدادي جاء فيه:
اصدر تنظيم الدولة الاسلامية يوم الخميس ما يبدو انه اول تسجيل منذ عام تقريبا لزعيمه ابو بكر البغدادي وهو خطوة تهدف الى اسكات الشائعات عن وفاته وحشد قواته.
التسجيل الصوتي الذي دام 46 دقيقة هو الاول منذ تشرين الثاني / ومنذ ذلك الحين، فقد تنظيم الدولة مجموعة كبيرة من الأراضي، بما في ذلك الموصل، التي كانت أكبر مدينة تحت سيطرته.
وفي إشارة إلى القوات التي تدعمها الولايات المتحدة في الموصل، قال البغدادي: “إنهم لم يتركوا سلاحا مدمرا وقاتلا غير مستخدم”. كما اتهمهم باستخدام الأسلحة المحظورة، قائلا: “أحرقوا الناس والأشجار وكل شيء الارض.”
ولكن بدلا من التفكير في تلك الخسائر، ركز البغدادي، على التهديد الذي لا يزال الغرب يواجهه من تنظيم الدولة الإسلامية، مما يشير بشكل غير مباشر إلى الهجمات الأخيرة على مترو الأنفاق في لندن، وفي قلب برشلونة و روسيا.
واضاف “الان الاميركيون والروس والاوروبيون يعيشون في ارهاب في بلادهم خوفا من ضربات المجاهدين”.
التسجيل، الذي تم توزيعه على أنصار الدولة الإسلامية في غرف الدردشة على تطبيق الرسائل تلغرام، يبدأ بصوت الراوي الذي يصف البغدادي ويضيف: “حفظه الله”.
وتستخدم هذه العبارة للإشارة إلى الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون ويهدف إلى الإشارة إلى أن السيد بغدادي ليس ميتا، خلافا للتقارير خلال الصيف. ويشير التسجيل أيضا إلى الأحداث الجارية، بما في ذلك التهديد النووي المتزايد من كوريا الشمالية، مما يشير إلى أنه تم تسجيله في الأسابيع الأخيرة.
وفي حزيران / يونيو، قال الجيش الروسي إنه ربما يكون قد قتل البغدادي في غارة على زعماء تنظيم الدولة الإسلامية في أيار / مايو بالقرب من الرقة، سوريا. وفي يوليو / تموز، قالت منظمة رصد مقرها بريطانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن كبار قادة الدولة الإسلامية أكدوا أن البغدادي قد قتل في محافظة دير الزور.
ولا يمكن تأكيد أي من هذين التقريرين بشكل مستقل، كما أن المسؤولين في الولايات المتحدة يثيرون الشك على مصداقيتهم.
فقد فقدت الدولة الإسلامية بشكل مطرد أراضيها في العراق وسوريا وليبيا منذ عام 2015. وسقطت الموصل، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، في يوليو / تموز، وتحاصر الرقة لعدة أشهر من قبل القوات المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تدعي أنها سيطرت على معظم المدينة.
وعلى الرغم من هذه الانتكاسات، لا تزال المجموعة شرسة وذكية. وقد اطالت معركة الموصل، التي كانت إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل في ختامها قبل أن يغادر منصبه في يناير،حيث دامت تسعة أشهر، مما أدى إلى طمس أحياء بأكملها في محاولة لقتل المقاتلين المتبقين.
وحتى بعد أن فقدت الجماعة أراض في جزء من خلافتها، فقد أعادت المناطق التي تم تحريرها.
وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت في ليبيا نقاط تفتيش جديدة تابعة للدولة الإسلامية، ولا تزال الجماعة تسيطر على أجزاء من مدينة المراوي، في الفلبين، على الرغم من الحصار الذي فرضه الجيش الفلبيني على أربعة أشهر.
نظمت الدولة الإسلامية هجوما مضادا هذا الأسبوع على الرمادي، العراق، وهي مدينة حررها العراقيون في عام 2015؛ وفي سوريا المجاورة يوم الخميس، هاجم مقاتلو الجماعة موقعا جنوب مدينة دير الزور، مما أدى إلى ايقاف مكاسب النظام في الآونة الأخيرة .
كما واصل التنظيم توجيهها وإلهام المتعاطفين معها لتنفيذ هجمات صغيرة ومدمرة على حد سواء في أوروبا، حيث أن خلايا الناس الذين لم يسافروا إلى سوريا الآن وراء بعض أسوأ أعمال العنف، بما في ذلك في بريطانيا وإسبانيا.
و بلهجة متحدية، قال البغدادي ان قوات التحالف التي تقاتل الجماعة بمساعدة أمريكية، قائلة إنها “لن تقف ساعة واحدة من القتال بدون الدعم الجوي الصليبي
واختتم البغدادي كلمته بالتعهد بمواصلة القتال ووعد الفتوحات المستقبلية.
واضاف “اننا ننتظر ونضرب الكفار في كل مكان وننتظر علامة الله في اللحظة المناسبة للحصول على غزونا العظيم”. “سوف نتحمل الألم والجروح والقتل والبقاء في أرض المسلمين”.
وعلى الرغم من أنه لم يتسن التأكد من صحة التسجيل على الفور، فإن الصوت على الشريط يماثل صوت التسجيلات الأخرى له.
نيويورك تايمز