يتضح يوماً بعد يوم أن التكتيكات الأسدية في الشام ما هي إلا خدمة للاستراتيجية الإيرانية، فمنذ تصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد في داريا المدمرة بأن سوريا غدت أكثر تجانساً بعد تشريد أهلها من دمشق وضواحيها ومن حمص وغيرها من المدن، يأتي تصريح العميد عصام زهر الدين من الحرس الجمهوري الذي يتوعد بالقتل كل من يفكر بالعودة إلى الوطن، لكن النظام الذي سعى إلى تعديل تصريحاته كون التقية والباطنية السياسية لا تسمح بمثل هذا، وقع هو نفسه في أكثر من هذا حين أرسل زبانيته ليخنقوا عروبة بركات وابنتها حلا بركات ثم يطعنونهما بالسكاكين حتى الموت في شقة من شقق اسطنبول ..
الاستراتيجية الإيرانية الواضحة والفاضحة والناطقة يومياً بعشرات الأدلة والبراهين هي المسُّ بجغرافية الديمغرافيا، وهندستها بما يتوافق مع طائفيتها وفارسيتها اللتين تسمح لهما بالعودة إلى الإمبراطورية الساسانية التي بشر بها قادة الثورة الإيرانية أخيراً..
ما تفعله وتمارسه إيران هو الإحلال الوجودي وتغيير الحمض النووي للشام والعراق واليمن، وقد تجلى ذلك بمراسيم عاشوراء في دمشق وحلب، وبرفع الرايات الطائفية على أعرق مساجد دمشق وحلب، ومواصلة زرع المراقد الطائفية في المدن الشامية، فضلاً عن تدمير حواضر السنة التجارية وهو ما يعني تدميراً لمصادر العيش السني في الموصل والرقة ودير الزور وحلب وغيرها…
ما يفعله النظام السوري هو التكتيك، وهو يعلم أكثر من غيره أنه لم يعد له وجود، وساعة تنسحب المليشيات الطائفية عن الشام سنرى انهياراً مخيفاً لهذه العصابة الطائفية، وكل الدراسات الغربية والشرقية تؤكدان ذلك، ووجود هذه العصابة في الحكم ما هو إلاّ ذريعة يستخدمها الاحتلالان الإيراني والروسي لبقائهما في الشام، ولذا فهو التكيتك والاحتلال الروسي والإيراني هو الاستراتيجيا، هكذا كان العبيد، وهكذا كان خدم ومطايا الاحتلال وهكذا كان المحتل على مدى الزمان والمكان..
صحيفة العرب القطرية _ د.أحمد موفق زيدان