بعد أكثر من عام على استعصاء سجن حماة المركزي، لم ينفذ النظام بنود الاتفاق الموقع بينه وبين المعتقلين هناك بالإفراج عنهم ونكث بالاتفاق هذا ليضرب عرض الحائط أنه لا يبالي بوعوده، ولكن جل ما يريده الوصول لمبتغاه ولو كان بالتوقيع على اتفاقيات لا يطبقها لاحقا لأنه لا يوجد مراقب عليه أو منظمة حقوقية تضمن للطرف الآخر حقه من الاتفاق.
تجاهل النظام الاتفاق الموقع بينه وبين المعتقلين بسجن حماة الذي نص على الإفراج على جميع المعتقلين هناك، وكان عددهم حينها 830 معتقلاً، اعتقلوا منذ بدء الثورة في سوريا ضد نظام الأسد ولكن على دفعات متتالية، وبعد التواصل مع “أبو حسين” وهو معتقل هناك قال إن حالة احتقان تسود في صفوف المعتقلين بسبب التأخر لأكثر من عام في تطبيق النظام بنود الاتفاق.
وأضاف أبو حسين” النظام المجرم أخرج عددا قليلا لتهدئة المعتقلين، ولكن بعد عام من توقيع الاتفاق تجاوز النظام كافة الخطوط الحمراء ولا يريد الإفراج عن المعتقلين، مما أدى إلى حالة قلق وخوف في صفوف المعتقلين، إن هذا النظام لم يخرجهم كما فعل في معتقلي أحداث الثمانينات من القرن الماضي، الذين انتفضوا على حكم الأسد الأب ليبقوا عقودا دون أن يعرفوا أين هم أو هم أحياء أو أموات”.
وأكمل أبو حسين كلامه في حرقة قلب على حاله وعلى المعتقلين الذين لم يتم الإفراج عنهم”خرجت عدة دفعات منذ توقيع الاتفاق ولكن بعد فترة من الزمن توقفت هذه الدفعات ولم يكملها النظام وبهذا بقينا بعيدين عن أولادنا وزوجاتنا وأهلنا لتمر الساعات كأنها أيام والأيام كأنها شهور والشهور كأنها سنين”.
وكان المعتقلون بحسب ما قاله أبو حسين قاموا باستعصاء في شهر أيار من عام 2016 وبقوا بدون ماء أو طعام ل7 أيام بعد تطويق السجن من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام فقال “تم توقيع الاتفاق السنة الماضية بعد قدوم وفود رفيعة المستوى آخرها وزير الداخلية “محمد الشعار” ووزير العدل نجم الأحمد وتم توقيع الاتفاق بحضورهما لينهي المعتقلون استعصاءهم بعد وصولهم لحالة يرثى لها بسبب محاصرة مخابرات النظام السجن”.
وفي اتصال مع المعتقل أبو خالد الحموي أكد أن في 25 من الشهر الماضي وقبيل يوم العيد حصل استعصاء داخل السجن رفض المعتقلون خلاله تأخر النظام بتوقيع الاتفاق وقال ” النظام تأخر كثيرا بالإفراج عن المعتقلين بعد توقيع الاتفاق مما أجبرنا للعودة إلى الاستعصاء مرة أخرى وخاصة في ظل وجود 19 محكوما لم تتجاوز أعمارهم 16 عام ويوجد بالسجن حاليا ما يقارب 500 معتقل بينهم 45 محكوما ميدانيًا و 70 معتقلا موقوفاً لصالح المحكمة الميدانية”.
وأكد الحموي استشهاد المعتقل عبد الحكيم الحسن في صباح العيد داخل السجن بسبب ماس كهربائي، وبعد البطء وتراخي من قبل قوات الأمن في نقله إلى المشفى ليقضي نحبه بعد ساعة من إصابته.
وكان النظام أفرج خلال عدة دفعات في العام الماضي ما يقارب 300 معتقلاً من سجن حماة المركزي وكان أكبر الدفعات كانت في شهر أيلول حيث خرج 86 معتقلاً وقام النظام بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين ليظهر حسن نيته للمعتقلين البقية وجميع المفرج عنهم كانوا موقوفين أو محكومين لصالح محكمة الإرهاب في دمشق ولم يتم الإراج عن أي معتقل موقوف أو محكوم في المحكمة الميدانية.
مجلة الحدث- مخلص الأحمد