لدى كل طالب في ريف حماة الخاضع لسيطرة الثورة حقيبة ودفاتر وأقلام ومبراة وممحاة ومعلم يعطيه الدرس بدون كتاب، ليعود الطالب إلى منزله وسط معاناة بكيفية كتابة الوظيفة، ليلجأ بعض مديرو المدارس بالتعاون مع المعلمين والمجالس المحلية بطباعة بعض الدروس من الكتب المدورة من العام الماضي.
تضم مدارس حماة الحرة 18500 طالب وطالبة والذي يبلغ عددها 81 مدرسة، بعضها مكفولة والبعض الأخر غير مكفول من قبل بعض المنظمات والمؤسسات والجمعيات تمنح المعلمين رواتب شهرية وبعض الإصلاحات والترميم في كتل البناء، إلا أن الموضوع الأكثر أهمية وهو الكتب المدرسية لايزال حلم تلك المدارس.
يطالب الأهالي مديري المدارس بشكل يومي بتأمين الكتب المدرسية للطلاب، فرأى بعضهم الاعتماد على النفس وبعض المساعدة والعون ممن يستطيع تقديمها، وذلك في طباعة بعض الكتب والدروس الأكثر أهمية وذلك لتلافي النقص الحاصل لدى الطلاب، إلا أن هذه العملية ليست جيدة بالمطلق وهي عبارة عن مسكن ألم.
مديرية التربية والتعليم في حماة الحرة هي مؤسسة تربوية تعمل على تنظيم العاملين في المدارس والطلاب، وتقوم بطباعة دفاتر الدرجات والتقديرات وبقية السجلات المدرسية حسب استطاعتها وامكانيتها الشحيحة، وتحاول التواصل مع منظمات ومؤسسات تطبع الكتب المدرسية وتقدمها للطلاب، إلا أن وعود المنظمات والجمعيات يستهلك الكثير من الأيام والشهور وانقضى الفصل الدراسي الأول، ولم تظهر أي بادرة على طباعة الكتب لتبقى مدارس حماة وطلابها يكتبون الدرس من السبورة لقراءته في المنزل وحل الوظيفة بدون كتاب.
يتواجد في كل مدرسة بعض من نسخ الكتب القديمة من الأعوام السابقة ففي إحدى المدارس يوجد صف قوامه 24 طالبا يملكون 6 نسخ ويلجأ معلم الصف لتقسيم صفه لمجموعات وتستلم كل مجموعة نسخة وكل مجموعة عدد الطلاب فيها 4 يجتمعون بعد الانتهاء من الدوام الرسمي في أحد المنازل يكتبون الوظائف ويقرأون الدروس، وفي بعض الحالات يأتي الطالب ولم يكتب وظيفته ويسأله المعلم لماذا لم تكتبها فيقول له لا أملك كتاب.
لا أملك كتاب تلك هي كلمات الطلاب في كل يوم وسط معاناة من المعلمين والأهالي ينتظرون في كل يوم خبر سار بمجيئ الكتب.
المركز الصحفي السوري