بينما تشهد أطراف مدينة دمشق اشتباكات ومعارك على أشدها بين فصائل المعارضة وقوات النظام وسط خسائر للأخيرة مادية وبشرية، تمارس مؤسسات النظام مهامها على أكمل وجه وكأن شيئا لم يكن، ليثبت مسؤولوها كعادتهم حرصهم على إتمام عملهم وإنجاز مهامهم فيما يخص مصلحة المواطنين العامة وكأنما يطبقون المثل الشعبي الشائع “الطبل بحرستا والعرس بدوما”.
فقد نشرت صفحة “يوميات قذيفة هاون” الموالية مقالا جاء بعنوان “بحجة قانون المخالفات و دون سابق انذار.. محافظة دمشق تهدم أبنية مأهولة”، فدون سابق إنذار هدمت عدة منازل بالكامل، في أحد أحياء المخالفات بمنطقة ركن الدين بدمشق. مشهد غير مألوف، لم يعتد سكان الحي رؤيته، ففي السابق كان عمال البلدية يقومون بفتح فتحة في السقف أو أحد الجدران بعد “قبض المعلوم”على حد تعبير أحد العاملين في مجال البناء، بينما كانت تتم “الكبسة” بعد إنذار مسبق عن طريق أحد العاملين في البلدية.
وبحسب شهود من أهالي الحي فإن المنازل التي قامت البلدية بهدمها تؤوي نازحين وعائلات فقيرة لجأت للسكن في البيوت العشوائية نظرا لارتفاع إيجار المنازل في دمشق، فكانت ملاذا لهم بعد أن ضاقت بهم السبل ليفاجئوا بقرار الهدم، وتساءل كاتب المقال الذي نشرته الصفحة كي تم بناء طوابق بأكملها وإدال المواد إلى المناطق العشوائية دون علم البلدية؟؟، وهناك مفارقة أخرى كيف تمنح وزارة الكهرباء ووزارة المياه عدادات جديدة لأصحاب المخالفات؟ ثم يقوم المتعهد بتأجير المنازل في مناطق المخالفات استناداً إلى أرقامها؟ والأخطر من ذلك هو تثبيت عملية الاستئجار في البلدية، فمن يكون هنا المسؤول، ومن يحفظ حق المستأجر أو الشاري الذي تم هدم منزله وذنبه الوحيد أنه يبحث عن سقف يؤويه؟”.
وعلق أحد المواطنين على الخبر مستاء:” لأنن حكومة ضعيفة مابيستقووا غير عالضعاف، تركو العالم بهمها وبلاويها وهالحركة مقصودة مشان تنتشر الرشوة بشكل أكبر ويجمعو مصاري من هالعالم المعترة، بس الله كبير عليهم وين بدن يروحو من الحساب”، وعلق آخر:” عادي هو الأبنية النظامية راحت بالقصف ما بعرف هالحكومة شو مشكلتا مع البيوت ما بحبو يشوفو بيت واقف”.
يبدو أن النظام ومسؤوليه اعتادوا على سياسة الهدم والدمار، وأصبح التطاول على الناس البسطاء من هواياتهم المحببة وكأنهم يستلذون بقهرهم وذلهم، فكم من بيوت هدمت فوق رؤوس ساكنيها بفعل طائراتهم دون أن يرف لهم جفن، لذلك فهؤلاء الذين هدمت بيوتهم بحجة المخالفات هم بنعيم يحسدون عليه فيكيهم أنهم سلموا بأرواحهم.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد