كسرت مؤسسة أميركية شهيرة مختصة باكتشاف المواهب الفنية في هوليوود، التقليد المعمول به للاحتفال بالمرشحين لنيل جوائز الأوسكار سنوياً.
حيث جرت العادة أن تقيم المؤسسات والوكالات والمجلات الفنية، احتفالات صاخبة قبل توزيع جوائز المهرجان وبعده؛ بهدف استقطاب أهم النجوم، مستبدلة حفل عام 2017 بمؤتمر يُعقد في قلب هوليوود لتأييد اللاجئين.
وبادرت وكالة United Talent بالإعلان عن قيامها هذا العام باستضافة مؤتمر مؤيد للهجرة ودعم اللاجئين واتحاد الحريات المدنية الأميركي.
وسيُعقد الحفل في مقر الشركة بولاية لوس أنجلوس في 24 من فبراير/شباط، قبل يومين فقط من احتفالية الأوسكار، وذلك بحسب مجلة The Hollywood Reporter.
وتخطط الشركة للتبرع بـ250 ألف دولار لاتحاد الحريات المدنية ولجنة الإنقاذ العالمية.
وقال المدير التنفيذي للشركة، جيريمي زيمر، في خطابٍ كتبه إلى موظفيه: “هذه لحظة تستوجب سخاءنا، ووعينا، وإصرارنا.. سيكون عالمنا أفضل لو سُمح فيه بالتبادل الحر بين الفنانين والأفكار والوسائل التعبيرية الإبداعية.. لو توقفت أمتنا عن أن تكون مكاناً يمكن فيه لفناني العالم أن يأتوا للتعبير عن أنفسهم بحرية، فلن نكون، برأيي، أميركا”.
وأضاف زيمر في خطابه: “عندما يتغلب الخوف والتفرقة على مجتمع ما، يكون الفنانون أول من يتأثرون، وأول من يدينون هذا التغير القميء”.
هذا فقط آخر مثال على الطريقة التي غيَّرت بها الإدارة الجديدة من عمل هوليوود المعتاد؛ إذ يأتي هذا الحدث الذي تنظمه الوكالة استجابةً للقرار التنفيذي الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي منع المسافرين من 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وقد أثر هذا الحظر بالفعل في مجال صناعة الأفلام على الكثير من المخرجين والنجوم السينمائيين الذين يحاولون حضور موسم توزيع الجوائز.
وكان المخرج الإيراني الحائز الأوسكار، أصغر فرهدي، قد أعلن مؤخراً أنه لن يحضر حفل توزيع الجوائز هذا العام نتيجة لهذا الحظر.
وهذا على الرغم من أنَّ فيلمه The Salesman مرشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي، إلا أن فرهدي يشعر بأنه لن يكون مرتاحاً للسفر لو عومل معاملة خاصة (حيث إن بلاده ضمن الدول السبع المحظورة)؛ لأن هذه سوف تكون “ظروفاً غير عادلة”.
كما أعلنت بطلة الفيلم ذاته الممثلة الإيرانية تاراني أليدوستي مقاطعة الحفل قائلة: “حظر ترامب لسفر الإيرانيين عنصري”.
ويُعد هذا الحفل الذي تعقده الوكالة واحداً من كبرى مناسبات الأوسكار التي غيَّرت هدف احتفالها بسبب إدارة ترامب، مع أنَّ الأكاديمية نفسها لم تلغِ أي احتفال أو فعالية بسبب الحظر أو الطوفان العام من فوضى الأخبار السياسية.
ومع ذلك، فقد تطرقت رئيسة الأكاديمية، شيرل بوون إيزاكس، بالفعل، إلى الحديث عن الحظر في حفل الغداء السنوي للمرشحين للأوسكار أخيراً.
وقالت إيزاك في كلمتها، مشيرة إلى فنانين مثل فرهدي: “هناك بعض المقاعد الفارغة في هذه الغرفة.. هناك صراع عالمي يجري اليوم حول الحرية الفنية التي تبدو اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى منذ عام 1950. .ليس للفن حدود. .ليس للفن لغة ولا ينتمي الفن إلى دين بعينه”.
يذكر أنه سبق أن أجّلت أكاديمية السينما والفنون، المانحة للجائزة المرموقة، بعضاً من احتفالاتها تجاوباً مع المناخ السياسي السائد.
ففي عام 1968، على سبيل المثال، أُجّلت الاحتفالية ليومين بعد موت مارتن لوثر كينغ، وفي عام 1981، أُجلت يوماً واحداً بعد محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان.
كما اعتذر عدة فنانين عن حضور الاحتفالية للفت الأنظار إلى قضايا يدعمونها، ففي عام 2016 حضر ريان جوجلر، وأفا دو فرناي، وجانيل موناي، وآخرون حفلاً خيرياً مليئاً بالنجوم في ليلة توزيع الأوسكار نفسها؛ بغرض التوعية بالأزمة المائية المستمرة في فلينت، بولاية ميشيغان الأميركية.
ومن المُقرَّر أن تُعقد احتفالية توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام في 26 من فبراير/شباط. وحتى الآن، لم تعلن أية تغييرات في الموعد أو تفاصيل الحفل.