قدم مكتب الأمم المتحدة في جنيف مسودة خطة لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في مدينة حلب إلى أطراف الصراع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب القصف الدامي للمدينة.
والمسودة -التي حصلت الجزيرة على نسخة منها، وجرى تقديمها إلى المعارضة السورية وروسيا والنظام السوري- تتضمن عدة نقاط، أهمها:
– تسليم المساعدات الطبية العاجلة من قبل الأمم المتحدة عبر الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي من القسم الغربي من مدينة حلب إلى القسم الشرقي المحاصر من المدينة.
– الإخلاء الطبي للمرضى والجرحى ممن هم في حالة حرجة مع عائلاتهم إلى الوجهة التي يختارونها.
– تسليم المواد الغذائية والإغاثية العاجلة من خلال الطرق الآمنة لما يكفي 150ألف شخص.
– تبديل الطواقم الطبية الموجودة داخل القسم الشرقي من حلب عبر الأمم المتحدة.
وقالت مصادر للجزيرة إن تنفيذ هذه النقاط يعتمد على موافقة الأطراف المعنية، حيث سيتم تنفيذ هذه البنود أعلاه خلال 72 ساعة، وذلك ضمن هدنة يتفق عليها الأطراف.
وذكرت أن هذا الموضوع طرح قبل أيام دون أن يبدي أي طرف موافقته أو رفضه حتى الآن.
وفي بروكسل، أكد المفوض الأوروبي للمساعدة الإنسانية خريستوس ستيليانيدس أن قصف النظام السوري حرم مئات آلاف المدنيين المحاصرين في حلب من المواد الغذائية والخدمات الطبية.
وندد “بانتهاكات مرفوضة للقانون الإنساني الدولي يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب“، داعيا إلى وقف الضربات الجوية للسماح بتوزيع المساعدات وإجلاء المدنيين الجرحى.
وفي هذا السياق، حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا في دمشق من أن الوقت “ينفد” بالنسبة للوضع في شرق حلب.
وقال دي ميستورا عقب محادثات أجراها اليوم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم “نحن في سباق مع الزمن”، معربا عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام السوري على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وحذر المسؤول الأممي من أنه “بحلول عيد الميلاد وبسبب كثافة العمليات العسكرية، قد نشهد تدهورا لما تبقى في شرق حلب، ويمكن أن ينزح نحو مئتي ألف شخص إلى تركيا، مما سيشكل كارثة إنسانية”، مؤكدا رفض دمشق اقتراحه بإقامة “إدارة ذاتية” لمقاتلي المعارضة في أحياء حلب الشرقية.
وكانت الأمم المتحدة أعربت أمس السبت عن “شديد الحزن والصدمة من التصعيد الأخير في سوريا، داعية جميع الأطراف إلى وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية.
والقصف المتجدد مؤخرا ألحق أضرارا فادحة بالبنى القادرة على توفير علاج طبي، واعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود” أن يوم السبت “يوم أسود في شرق حلب.
من جهته، أشار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت -في تصريح للجزيرة- إلى مساع فرنسية مع شركاء فرنسا لوقف قصف المدنيين، وقال إنّه لا يمكن غض الطرف عن المآسي التي تحدث وانتظار سقوط حلب.
كما أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أولوية حماية المدنيين وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من القصف، وطالب بتحريك الحوار بشأن سوريا بين أطراف دولية وإقليمية.
بدوره أصدر “مجلس محافظة حلب الحرة” التابع للمعارضة بيانا، دعا فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه ما يجري في حلب.
وطالب المجلس بإيقاف القصف على مدينة حلب وحماية المدنيين، وفتح ممرات آمنة إنسانية تحت رقابة وإشراف الأمم المتحدة لإدخال المساعدات من أدوية وأغذية، وإسقاط مساعدات جوية عاجلة لحلب حتى يتم فتح الممرات.
كما دعا المجلس إلى توجيه عقوبات لنظام الرئيس بشار الأسد لعدم سماحه بمرور المساعدات إلى حلب وقصفها بشكل متعمد، وفق تعبير البيان.
وذكر البيان أن 305 أشخاص قتلوا خلال أقل من أسبوع وأصيب 1020 آخرين بأسلحة محرمة دوليا مثل الفسفور والكلور والقنابل العنقودية ضمن مئات الغارات الجوية.