الوكالة الوطنية للإعلام- منذ اندلاع الازمة السورية سنة 2011 ولبنان يعيش ازمة اجتماعية، اقتصادية، وسياسية بسبب التدفق الكبير للاجئين السوريين إلى اراضيه.
قضاء البترون كغيره من المناطق يعاني من هذا الموضوع، فالانتشار السوري متواجد في مختلف بلدات القضاء واعدادهم الى ازدياد يوما بعد يوم، الامر الذي ينعكس سلبا على حياة المواطن البتروني على كل الاصعدة ولا سيما البيئية والمعيشية، ويسبب في كثير من الاحيان بطالة لدى العامل في القضاء.
وأكد رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك ان “عدد النازحين في مدينة البترون حوالى 900 نازح، معظمهم مستأجر بشكل قانوني والبعض منهم يتواجد على ضفاف نهر الجوز، وجهاز الامن العام يحل معظم مشاكلهم”.
نعمان
وفي سياق متصل، أكد إمام ورئيس لجنة مسجد البترون الشيخ محمود نعمان ل “لوكالة الوطنية للاعلام” ان “النازحين يتوزعون على مختلف بلدات القضاء من جرد البترون وشكا وراس نحاش وأنفه باتجاه جبيل والعقيبة ونهر ابراهيم، وهناك حوالى 2400 عائلة مسجلة لدينا تتلقى المساعدات”.
وقال: “ان الهلال الاحمر الاماراتي قدم منذ اسبوع مساعدات لألف عائلة من مواد غذائية وألبسة للنساء والاطفال، وستستمكل هذه الحملة في الايام المقبلة. والحملة الوطنية السعودية وزعت مساعدات ل 2000 عائلة في الشهر الاول من عام 2015 وهي تدفع بدل ايجار لاكثر من 60 عائلة يستلمها المالك بعقد رسمي. كذلك جمعية ابواب الخير قدمت مساعدات غذائية في فصل الشتاء”.
وأكد ان “الصليب الاحمر اللبناني يقدم يوميا الخبز لاكثر من 120 عائلة، كذلك تفعل جمعية اعمار الخيرية في عكار التي ترسل كل نهار اثنين وخميس 800 ربطة خبز توزع على اللاجئين في البترون”.
واكد نعمان ان “المفوضية العليا للاغاثة تعمل على توزيع المساعدات الغذائية وغيرها من الاحتياجات على أكثر من 570 عائلة، ونحن في اتصال دائم مع الامن العام والجيش وقوى الامن الداخلي من اجل تنظيم شؤون اللاجئين، فمعظم النازحين يستأجرون المساكن ولا وجود للخيم الا في شكا وانفه”.
ولفت الى ان “الوجود السوري يؤثر كثيرا على اليد العاملة في قضاء البترون ككل، ولكن الامن العام يمنع كل سوري مسجل في الامم المتحدة من العمل لكونه يتلقى المساعدات ولئلا يؤثر ذلك سلبا على اليد العاملة اللبنانية”.
وطلب من “القيمين على المؤسسات الخيرية والاجتماعية تقديم الدعم اللازم من اجل تخفيف الاعباء”، داعيا الدولة الى “الاهتمام بهم في حال حصول اي طارىء لان المساعدات التي تصل من معظم الجمعيات لا تكفي العدد الكبير من النازحين الذي بلغ 16000 لاجىء في القضاء وخصوصا ان هناك توافدا من النازحين المتواجدين خارج منطقة البترون الى المسجد من أجل الحصول على المساعدات ولاسيما من جبيل والعقيبة ونهر ابراهيم”.
وتوجه بالشكر إلى “كل جمعية تعمل على مساعدة النازحين”، متمنيا ان “تهدأ الاوضاع في سوريا ليعودوا للعيش بكرامة في بلادهم”، وأكد “العمل مع كل الجمعيات من أجل مساعدتهم قدر الامكان”.
مواطن
وعبر أحد المواطنين البترونيين عن انزعاجه من الوجود الكثيف للنازحين السوريين في القضاء، وقال: “نحن مقبلون على فصل الصيف وكما تعلمون ان منطقتنا هي منطقة سياحية، والوجه الحضاري للمنطقة هو بوجود اهلها وليس بوجود النازحين الغرباء. من جهة أخرى، سجلت سرقات عدة تبين ان الفاعلين هم من السوريين، لذلك نطالب المعنيين بتوزيع النازحين على مناطق اخرى”.
ويبقى السؤال اخيرا: الى متى سيبقى اللبناني يدفع الثمن عن غيره من ماله ورزقه وما مصير هؤلاء السوريين اذا ما طالت الازمة السورية؟
أسئلة تبقى برسم الايام والسنوات المقبلة.