عندما تأتي طائرات الحقد والغدر وتفرغ حمولتها على منازل المدنيين والأسواق الشعبية، فإنها لا تميز بين كبير وصغير، هذا ما حدث مع “محمد المصري” وشقيقته، جراء صاروخ فراغي انفجر بالقرب منهم في أحد الأسواق في مدينة إدلب بتر يده وقدم شقيقته وكثرهم الذين لاقوا مصير “المصري” بسبب الحرب الذي أعلنها رأس النظام على شعبه الأعزل أمام أعين العالم الذي اختار الصمت على هذه الجرائم السوداء .
” معلومات ”
محمد وليد المصري 52 عاماً المنحدر من مدينة إدلب يحكي لنا قصته اليوم حيث أنه عانى ما عانى من صعوبة العيش في تركيا على مدى 4 سنوات من الفقر والجوع الذي أحاط به وعائلته المكونة من زوجة و 4 أطفال دون السن القانوني البكر “عبد الكريم” وثلاث إناث “روان” و” بيان” و”غزل” لعدم قدرته على العمل، وذلك بسبب إصابته التي تعرض لها في مدينته إدلب أدت لبتر يده اليمنى وإصابة بليغة هشمت عظام ساقه اليسرى .
” إصابة محمد ”
يقول “المصري” أنه أثناء تحرير مدينة إدلب من قوات النظام، كنت أوثق غارات طائرات النظام من خلال كاميرا هاتفي النقال التي كانت تستهدف الأسواق الشعبية للمدينة، و أثناء تواجدي وشقيقتي بالقرب من أمنيات جيش الفتح، باغتتنا طائرة حربية بصاروخ فراغي بترت يدي اليمنى وفتت عظام ساقي اليسرى وبتر ساق شقيقتي وحولها لأشلاء، بالإضافة لعدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين تاريخ 4/12/2015 .
” رحلة العناء ”
وبعد أن كنت أعمل على إسعاف الجرحى ليتم إسعافي إلى مشفى سراقب، لكن كانت إصابة ساقي بليغة، تم نقلي إلى مشفى باب الهوى ثم إلى تركيا ومن بعدها إلى مشفى 500 في أورفا تم إجراء عمل جراحي ليدي المبتورة وتصحيح العظام المتفتت في ساقي المهشمة تماماً، بت اليوم عاجزاً عن تأمين لقمة العيش لأطفالي ومصاريفهم المدرسية، بالإضافة لأجرة منزلي بين فواتير الكهرباء والماء ومصاريف أخرى .
” تخلي المنظمات ”
يقول “المصري” سجلت في عدة منظمات إنسانية منهم منظمة “IHH” لعلي احصل على بعض المساعدات المالية بتخصيص راتب شهري يسد حاجاتي، باءت محاولاتي بالفشل بعد أن زرت عدة منظمات وجميعها قوبلت بالرفض، حولت مطالبي إلى مساعدات السلل الغذائية التي كانت تقدم للسوريين الهاربين من بطش النظام حصلت على بعض المساعدات لعدة أشهر وانقطعت جميعها فيما بعد, وتمكنت من الوصول إلى مركز الأطراف الصناعية في الريحانية طالباً طرف صناعي ذكي ليدي المبتورة لأعتمد بها بعد الله على نفسي .
” مطالب المصري ”
الآن و بسبب وضعي الصحي وعدم قدرتي على العمل، لجأت إلى العمل في جمع الخردة من القمامة و أبيعها لتأمين مصروف عائلتي، ابني عبد الكريم من المتفوقين بدراسته يحتاج إلى كتب و يحتاج إلى مصروف دورات اللغة التركية، لقبوله في الجامعات، بالإضافة لمصاريف البنات بين أجور الباصات لنقلهم إلى المدرسة و ثمن القرطاسية واللباس المدرسي الذي يختلف من مدرسة لأخرى، أنا الآن في حيرة من أمري أخاف أن انتقل إلى سوريا و أدمر أسرتي و أن بقيت في تركيا ليس لي معين إلا الله و أن الله أكرم الأكرمين .
ويقول “المصري” إنه واصل حياته كأنه شخص طبيعي متجاهلا يده المبتورة واستأنف عمله في مجال الخردة رغم المشقة التي يلقاها كي يؤمن لنفسه و لأسرته “حياة كريمة” بظروف صعبة، و تحصيل مبلغ بسيط لا يسد نصف المصاريف و العمل في مجال الخردة بشكل عام مرهق للغاية وتزداد صعوبته، بسبب الإصابة التي يعاني منها بساقه .
ملفات وإحصائيات مؤلمة للسوريين حيث أن مئات الآلاف من الضحايا المدنيين والعسكريين منهم من تعرض لإصابات خفيفة، وصولاً لبتر الأطراف والإعاقات الدائمة، ونال أهالي المدن والمناطق السكنية المحاصرة من قبل قوات النظام، النصيب الأكبر في زيادة أعداد الضحايا و مبتوري الأطراف، وذلك بسبب نقص الأدوية والرعاية الطبية و الاستهداف المباشر للمشافي الميدانية التي تحولت معظم الإصابات الطفيفة إلى كوارث يدفع فيها المصاب جزءاً من جسده، بسبب الحرب المدمرة التي شنها رأس النظام وحلفائه على شعبه لأكثر من 7 سنوات .
خالد حسن _ المركز الصحفي السوري