بهدف تقديم خدمات أوسع لسكان المدينة، قام 10 أطباء من جرابلس بمحافظة حلب شمالي سوريا، بتحويل مستوصف المدينة إلى مستشفى، وذلك عقب تطهيرها من تنظيم “داعش” الإرهابي، في إطار عملية “درع الفرات” التي انطلقت منذ نحو شهر.
وأقدم الأطباء على إعداد وتهيئة المستوصف بمبادرة طوعية منهم، من أجل توفير خدمات على نطاق أوسع لمواطنيهم في المدنية، وذلك إلى جانب خيمة طبية لوزراة الصحة التركية، التي تقدم خدماتها لسكان جرابلس أيضًا.
وبسواعد الجرابلسيين أنفسهم، استطاع الأطباء إعادة تأهيل مبنى المستوصف، وتجهيزه بالمعدات الطبية، سيما وأن عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، كانوا قد أخذوا معهم كافة المستلزمات الطبية من المستوصف، خلال هروبهم من المدنية.
وقال مرزوق طه أبو يزن، رئيس أطباء المستشفى، للأناضول، إن طاقم الأطباء يعمل في المستشفى بشكل طوعي، معربًا عن اعتزازه بهذا الخصوص.
وأوضح أبو يزن، أنهم تلقوا مساعدات كبيرة من تركيا خلال مرحلة إعادة تأهيل مبنى المستوصف، مبينًا أنهم يستقبلون في الوقت الحالي نحو 25 مريضًا في قسم الأطفال، و60 في قسم النساء.
وأضاف قائلاً: “كنا نزوّد المستشفى بالكهرباء عن طريق موّلد كهربائي، وكنا نعاني من فقدان مادة الديزل أحيانًا، لكن لله الحمد تجاوزنا هذه المشكلة من خلال الكهرباء التي زودتنا بها تركيا”.
ولفت رئيس الأطباء إلى تنسيقهم وتعاونهم مع الأطباء الأتراك في جرابلس، مشيرًا إلى تحويل بعض الحالات المرضية إليهم.
وأفاد أن المستشفى يخدم حاليا بغرفة عمليات واحدة، ولديها بعض النقص في المستلزمات الطبية، مضيفًا: “لدينا مختص بالعمليات القيصرية، غير أنه لا يوجد لدنيا غرفة عمليات لإجرائها، فضلاً عن احتياجنا لمختبر من شأنه تقديم مساعدات كبيرة لنا في عملنا”.
وأعرب أبو يزن، عن أمله في تقديم يد العون والمساعدة لهم في توفير المستلزمات الضرورية لمستشفى جرابلس، سواء من تركيا أو من البلدان الصديقة.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “داعش”.
الأناضول