نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا، سلط من خلاله الضوء على بعض المواضيع الأساسية التي تمت مناقشتها خلال مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي للسياسات والاستراتيجية لهذه السنة. والجدير بالذكر أن محور اهتمام هذا المؤتمر كان تحت عنوان “التوازن الاستراتيجي الإسرائيلي: الفرص والمخاطر”.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21“، إن إسرائيل تسعى لتحسين علاقاتها مع الدول العربية السنية. وفي هذا الإطار، أورد وزير الأمن العام في إسرائيل، جلعاد أردان، أن “هناك فرصة تاريخية لإقامة ائتلاف جديد بين إسرائيل والدول الغربية الأخرى والدول العربية والسنية بالاستناد على المصالح المشتركة”. علاوة على ذلك، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، أن عبارة “الصراع العربي الإسرائيلي لا تجسد الحقيقة الفعلية؛ نظرا لأن إسرائيل لم تعد تتعارض مع المعسكر السني العربي”.
وذكر الموقع، ثانيا، أن عددا من كبار الوزراء الإسرائيليين، وعلى رأسهم وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بادر بدعوة الملك السعودي لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وفي هذا الإطار، طلب وزير الاستخبارات والنقل الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرياض، مقابل إرسال ولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى تل أبيب.
ونقل الموقع، ثالثا، وجهة نظر العديد من المشاركين في المؤتمر، الذين أكدوا على أن الخطر الأكبر على إسرائيل يتمثل في التهديد المحتمل الذي يشكله حزب الله على حدودها الشمالية. وفي هذا الصدد، صرح عاموس جلعاد، رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسة والاستراتيجية ومسؤول أمني سابق رفيع المستوى، بأنه “في الوقت الذي يتراجع فيه نفوذ تنظيم الدولة، أخذ تحالف جديد عوضا عنه يبرز تدريجيا تحت مرمى أنظارنا، الذي يتمثل في التفاف كل من حزب الله والأسد وإيران على بعضهم البعض.
ويعدّ هذا التحالف كيانا أقوى بكثير، حيث يشكل تهديدا استراتيجيا بالنسبة لإسرائيل”. وحذر جلعاد من خطر نشوب حرب على الحدود الشمالية لإسرائيل بقيادة حزب الله، في حين سيتولى الكرملين دعمها ماليا.
وأشار الموقع، رابعا، إلى أن جلعاد ثمنّ جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمع جماعة الإخوان المسلمين. وفي هذا السياق، أفاد جلعاد بأن السيسي نجح في الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، في حين عمد إلى استهداف مواليه من جماعة الإخوان، التي يعتبرها عدوه السياسي اللدود. وأردف جلعاد بأنه في حال انبثق ائتلاف يجمع بين الإخوان في مصر والحكومة التركية، آنذاك، كانت إسرائيل لتكون في وضع كارثي ووضع مختلف تماما.
وفي الأثناء، شدد عدد من المتكلمين على ضرورة معالجة القضايا الفلسطينية؛ وذلك بغية تطبيع التحالف العربي الإسرائيلي السني. وفي هذا السياق، أوضح توني بلير أنه “لا يخفى عن أحد أنه قد تم خلق أشكال من التعاون فيما يتعلق بالتدابير الأمنية بين الجانبين بالفعل، ولكن مفتاح إنشاء علاقة حقيقية بين الجانب الإسرائيلي والدول العربية يكمن في التطرق بشكل جدي إلى القضية الفلسطينية”.
وبين الموقع، سادسا، أن من مصلحة إسرائيل المحافظة على الأوضاع كما هي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث تتسم في الوقت الراهن بالهدوء بدلا من اللجوء إلى التسوية الدائمة. وفي هذا الصدد، أعرب يعالون عن أمله في أن قدوم جارد كوشنر إلى منطقة الشرق الأوسط، بناء على تعليمات والد زوجته دونالد ترامب، من شأنه أن يلعب دورا في إقناع الحكومة الأمريكية بأنه لا توجد فرصة للتوصل إلى تحقيق تسوية دائمة في المستقبل القريب.
وأوضح الموقع، سابعا، أن وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، يعمل جاهدا على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والضفة الغربية. وفي الأثناء، تطرق كحلون إلى أزمة الكهرباء في غزة، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل تقليص كميات الكهرباء التي يتم ضخها لصالح الأراضي التي تسيطر عليها حركة حماس.
وفي سياق متصل، أكد مسؤولون إسرائيليون، يوم الاثنين، أن إسرائيل تعتزم خفض إمدادات الكهرباء الموجهة إلى قطاع غزة.
من جانبه، أورد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “لا ترغب في انتهاج سياسة التصعيد” في غزة، معتبرا أن “النزاع داخلي”.
وذكر الموقع، ثامنا، أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اتهم عباس، رئيس حركة فتح، بمحاولة إشعال صراع جديد بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وقد أورد ليبرمان، خلال مؤتمر صحفي، أن “أبا مازن لم يتنازل ولو لمرة واحدة”، وذلك في إشارة منه إلى أزمة الكهرباء.
علاوة على ذلك، أفاد ليبرمان بأن “السلطة الفلسطينية تطمح في الواقع إلى مواصلة تخفيض إمدادات الكهرباء لبضعة أشهر، وبالتالي ستتوقف مجالات أخرى عن العمل، ما سيؤدي إلى وقف دفع ثمن الوقود والأدوية والرواتب وأشياء أخرى كثيرة. أعتقد أن السلطات الفلسطينية تعتمد هذه الاستراتيجية بهدف إلحاق أضرار جسيمة بحماس، وأيضا لدفعها للدخول في صراع مع إسرائيل”.
وأقر الموقع، تاسعا، بأن جلعاد حذر من خَلِيفَة عباس الذي قد يمثل خطرا حقيقيا على أمن إسرائيل.
في المقابل، أشاد العديد من المشاركين في المؤتمر بالتنسيق العسكري والاستراتيجي القائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ما مكن إسرائيل من الحفاظ على نفوذها العسكري بكل نجاعة في الضفة الغربية، وفقا للعديد من الخبراء.
وأردف الموقع، عاشرا، بأن يعلون انتقد الإدارة الأمريكية السابقة بشدة، حيث عجزت عن القيام بدورها بفاعلية على اعتبارها “شرطيا دوليا” في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ترغب في القطع تماما مع كل ما يربطها في المنطقة. وفي الأثناء، استغلت ثلاث قوى متطرفة هذا الفراغ، ألا وهي إيران وتنظيم الدولة والإخوان المسلمون بقيادة أردوغان.
وفي الختام، أفاد الموقع بأن إسرائيل انتقدت إدارة أوباما على خلفية إقدامها على التفاوض مع إيران، في حين رحبوا بقدوم ترامب، حيث يعتقد الكثيرون أنه سيخدم مصالح إسرائيل في المنطقة بشكل كبير. ووفقا ليعلون، تدل جملة من المؤشرات الإيجابية على أن إدارة ترامب تتبنى سياسة مختلفة عن سابقتها.
عربي 21