طالب 51 دبلوماسيا أمريكيا البيت الأبيض بعمل عسكري ضد نظام الأسد، في خطوة معارضة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
ودعت المذكرة الى الاستخدام الحكيم للأسلحة الهجومية والغارات الجوية من أجل دفع العملية السياسية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا إلى تحقيق نتائج، علما أنه تم تقديم الوثيقة «المذكرة» عبر «قناة المعارضة» في وزارة الخارجية، وهي قناة سرية للتعبير عن الرأي وتقديم الشكاوى حول السياسة بدون الخوف من الانتقام.
وجاء في المذكرة أن المبرر الأخلاقي لاتخاذ خطوات من شأنها إنهاء المعاناة والقتل في سوريا بعد خمس سنوات من الحرب الوحشية هو أمر واضح ولا يرقى إليه الشك. وأوضحت المذكرة أن الوضع الراهن في سوريا سيستمر وسيزداد سوءا بشكل كارثي من الناحية الإنسانية والاقتصادية والدبلوماسية والتحديات المتعلقة بالإرهاب.
وقد رفض اوباما جهودا تحث على الانجرار إلى نزاع مسلح مع نظام الأسد في سوريا خشية دفع حالة عدم الاستقرار في البلاد إلى الحافة وعرقلة الجهود المبذولة لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولكن الأسد لا يستحق فرصة التحالف في المعركة ضد التنظيم لأنه – كما أوضحت المذكرة – هو السبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار لسوريا والمنطقة بشكل عام.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الجمعة إن مذكرة داخلية بشأن سوريا وقعها أكثر من 50 دبلوماسيا أمريكيا «إعلان مهم» سيبحثه حين يعود إلى واشنطن.
وقال كيري خلال زيارة لكوبنهاغن «إنه إعلان مهم وأنا أحترم العملية جدا جدا. ستتاح لي فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود.» وأضاف أنه لم يطلع على المذكرة بنفسه.
من جانبها نددت روسيا الجمعة بالدعوة التي وجهها نحو خمسين دبلوماسيا أمريكيا «منشقين» من أجل شن ضربات عسكرية ضد النظام السوري، مشددة على أن مثل هذه الدعوة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي حول سوريا.
وأعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف «هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي لا بد من احترامها»، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس.
وشدد بوغدانوف على أن هذه المبادرة «لا تتلاءم مع القرارات، علينا خوض مفاوضات والسعي نحو حل سياسي».
من جهتها، أعربت وزارة الدفاع الروسية عن «قلقها» إزاء دعوة الدبلوماسيين الأمريكيين.
وصرح المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف في بيان «لو كان هناك ذرة حقيقة واحدة في هذه المعلومات على الأقل، فإن هذا الأمر لا يمكن سوى أن يثير قلق أي شخص عاقل».
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن بلاده تؤيد اتباع منهج أكثر قوة وحزما ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بما في ذلك إقامة منطقة حظر جوي وتسليح المعارضة المسلحة بصواريخ أرض جو.
وأضاف الجبير في مؤتمر صحافي أثناء زيارة ولي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن «إذا شعر نظام بشار أن بإمكانه الاستمرار في حالة جمود… فلن يشعر بأي ضغط لاتخاذ خطوات ضرورية لتحقيق انتقال في سوريا».
الى ذلك استهدفت ضربات جوية اتهمت واشنطن موسكو بتنفيذها الخميس، اجتماعا مشتركا بين مقاتلين سوريين وعراقيين كان مخصصا لتنسيق المعركة ضد تنظيم «الدولة»على جانبي الحدود، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس أن طائرات روسية شنت «سلسلة غارات» قرب معبر التنف الحدودي مع العراق مستهدفة مقاتلين من المعارضة تلقى بعضهم دعما من الولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك يثير «مخاوف جدية بشأن النوايا الروسية» في سوريا.
ولم يذكر المسؤول عدد المقاتلين الذين أصيبوا، متحدثا عن «ضحايا»، أو هوية الفصيل الذي ينتمون اليه.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن طائرات حربية لم يحدد هويتها «نفذت عصر الخميس ضربتين على معسكر لمقاتلي «جيش سوريا الجديد» بالقرب من معبر التنف الحدودي مع العراق»، لافتا إلى أن القصف استهدف «اجتماعا ضم مقاتلين من جيش سوريا الجديد وآخرين من العشائر العراقية المدعومين من التحالف الدولي» بقيادة أمريكية.
وبحسب عبد الرحمن، كان الاجتماع مخصصا «لتنسيق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الجانبين السوري والعراقي»، مشيرا اإلى مقتل عنصرين أحدهما سوري والآخر عراقي بالإضافة إلى إصابة أربعة آخرين جراء الغارات.
ويسعى جيش سوريا الجديد وفق عبد الرحمن، إلى «التقدم نحو ريف دير الزور بشكل متواز مع تقدم مقاتلي العشائر العراقية نحو مدينة القائم المقابلة لمدينة البوكمال بهدف قطع إمدادات التنظيم بين سوريا والعراق».
واستهدفت طائرات روسية في وقت سابق، وفق المرصد، مجموعات من المعارضة غير الجهادية، بينها مقر لـ»جيش العزة» في محافظة حماة (وسط)، وهو فصيل مقاتل تدعمه واشنطن ودول عربية.
ونقلت وكالة فرانس برس الجمعة عن مصدر سوري قريب من الحكومة قوله إن دمشق مستاءة إزاء قرار روسيا «دخول نظام تهدئة حيز التنفيذ في حلب لمدة 48 ساعة».
وقال المصدر «الأمر ذاته يتكرر، ففي كل مرة يتقدم فيها الجيش شمال مدينة حلب ويقترب من تطويق المدينة، تتدخل روسيا لإقرار وقف لإطلاق النار بالتوافق مع الأمريكيين»، مضيفا «من الواضح أن موسكو لا تريد لنا أن نستعيد حلب».
القدس العربي – وكالات