أعرب مؤيدون للنظام السوري عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن صدمتهم لحدوث تفجيرات انتحارية صباح أمس داخل مناطق استراتيجية في قلب مدينتي طرطوس وجبلة راح ضحيتها أكثر من 200 شخص وجرح العشرات.
مدينتا جبلة وطرطوس هما من أهم معاقل النظام السوري، حيث توجد في طرطوس قاعدة حميميم العسكرية التي تتمركز فيها القوات الروسية.
وقد طالب بعض مؤيدي النظام السوري بتطهير الجيش وقوات الأمن من المفسدين والمرتشين، منوهين بأن أحد أسباب هذا التفجير هو انتشار الرشوة بين عناصر الحواجز الأمنية المسؤولين عن تفتيش الداخلين والخارجين من وإلى المدينة، بينما رأى آخرون أن السبب يعود إلى أن الدولة «منهارة فهي دولة عصابات ومقاطعات لمجرمين».
وقد تساءل أحدهم – ويدعى محمد يونس – وهو عنصر في الحرس القومي عن الكيفية التي تمكن فيها «الإرهابي» من الدخول إلى قسم الطوارئ في مشفى النور بجبلة وتفجير نفسه قبل أن يكتشفه أحد، فبحسب ما كتب يونس: يجب أن يعبر الشخص حواجز عدة ويخضع لتفتيش دقيق قبل أن يصل إلى المشفى.
وكشف الكم الكبير من التعليقات مدى انتشار الرشوة بين عناصر الحواجز الأمنية حيث كتب أحدهم عبارة: «كيفك ابن العم وبسلم علي بالإيد ليصير الحلوان بإيدو وبعدا بمشي بسهولة» بينما علق آخر متأسفاً: «حبذا لو نتعلم من أخطائنا؛ لقد كان الثمن غالياً جداً».
ونوه العديد من المؤيدين أن عناصر الحواجز هم في غالبيتهم مجندون لا حول لهم ولا قوة حتى إنهم لا يستطيعون تفتيش سيارات المسؤولين أو السيارات التابعة لهم والتي يكون زجاجها عادة مغطى بالكامل تغطية تحجب رؤية ما بداخلها، وهذا ما يشكل خرقاً للقوانين المتعلقة بأمن المركبات في سوريا.
وذهب البعض إلى المطالبة بإلغاء المحسوبيات على أساس الانتماء العائلي، حيث علقت عفاف عباس: «هذه السيارات (المفيمة) لن يستطيع أحد تفتيشها ولا توقيفها»، وعلق عزيز حسن «عندما يدخل إبليس إلى الجنة فسوف يتمكن العناصر من إيقاف هذه السيارات على الحواجز وتفتيشها»، كما كتب أبو قصي – ويصف نفسه بأنه من الجيش العربي السوري «هناك سيارات لا يستطيع أحد تفتيشها ولو حصل ألف تفجير».
وفي سياق آخر، عبّر البعض عن إستيائهم واستغرابهم من الطرح الروسي الأخير والذي يدعو إلى هدنة في الغوطة الشرقية وداريا إضافة لحلب، معتبرين ذلك نوعاً من السوء الإداري «وإثباتاً لفشل الدولة السورية بكل ما تحمل الكلمة من معنى» بحسب ما علق سليمان إبراهيم، وطالب البعض بإبعاد الروس والإيرانيين عن التدخل في الشؤون السورية.
بينما أشار آخرون إلى أن السبب هو استقبال نازحي حلب وإدلب في طرطوس بعد سيطرة المعارضة المسلحة عليها قبل نحو عام، مطالبين المسؤولين بإخراج المهجرين من المحافظة.
وكانت موجة غضب عارمة قد اجتاحت مؤيدي النظام السوري إثر التفجيرات التي حصلت أمس، فقد قام من يوصفون بـ «شبيحة النظام» بحرق مخيم الكرنك الذي يؤوي نازحي حلب وإدلب. وتعتبر هذه التفجيرات هي الأولى من نوعها التي تستهدف مناطق حيوية في قلب مدينتي طرطوس وجبلة.
يذكر أن النظام السوري قام بحملة اعتقالات طالت أحياء مدينة جبلة المعارضة له، حيث تعد جبلة من أوائل المدن الثائرة على نظام الأسد وقد تعرضت لقمع شديد في بداية الثورة السورية.
«القدس العربي» : سما مسعود