القدس العربي
أصدرت «مشيخة عقل الطائفة الدرزية» في مدينة السويداء ـ جنوب سوريا ـ قراراً حرمت بموجبه شيخاً درزياً وأتباعه من ممارسة الطقوس الدينية ومن المشاركة في المجالس الدينية وسواها، وذلك في ضوء مواقف الشيخ ومجموعة من مؤيديه المناهضة للنظام السوري.
ومما جاء في بيان «مشيخة العقل»في جبل العرب «نظراً لتكرار الحوادث المخلة بالدين وآداب الدين، البعيدة كل البعد عن الأعراف الدينية، فإن مشيخة العقل تقرر ما يلي: توجيه البعد الديني إلى وحيد البلعوس وأتباعه. نطالب التقيد بمضمون هذا البعد من كافة أئمة المجالس ورجال الدين».
واعتبر كثيرون أن قرار «المشيخة» بحق الشيخ البلعوس ورفاقه جاء في ضوء مواقفهم وتحركاتهم في وجه فروع أمن النظام السوري والحواجز المنتشرة في أرجاء المدينة التي يتهمونها بالإساءة إلى كرامة أهل المدينة.
ورفضت مجموعة حملت اسم «جماعة عمار بن ياسر» قرار «مشيخة العقل» وقالت في بيان يدافع عن مجموعة الشيخ البلعوس إنهم «سعوا منذ بداية الأزمة للدفاع عن كرامة الجبل وحمايته مما يتهدده من مخاطر، وعملوا على حماية الأرض والعرض، وقدموا دماءهم رخيصة في سبيل ذلك، بينما كان الآخرون نائمين همهم إثارة الفتن والخلافات».
وأنذرت المجموعة بشار الأسد، وقالت بأن عليه «أن يعيد حساباته في التعامل مع المحافظة، وأن يسحب «زعرانه» منها، وإلا فإن قصره في متناول أيديهم». واعتبر البيان أن «قرار «المشيخة» جائر صادر من جهة لا تمثل سوى أسيادها من الجهات الأمنية». وأكد البيان «بعد ما حصل من هؤلاء المشايخ نعلن أنهم لا يمثلوننا ونحن منهم براء».
وفي وقت اعتبر البعض أن تحركات تلك المجموعة، التي باتت تعرف ب «مشايخ الكرامة»، قد تؤدي إلى فتنة كبيرة بين الدروز حين تضع عائلات المدينة بعضها في مواجهة البعض الآخر، ما قد يؤدي إلى ثارات لن تنقضي بسهولة بسبب خصوصية مجتمع الدروز، اعتبر البعض أنها تشكل غطاء لعدد كبير من مؤيدي الثورة السورية «يتحركون في حقل ألغام في بيئة مغلقة، بين مؤسسة دينية واجتماعية والنظام». على حد تعبير الكاتب السوري حافظ قرقوط لـ«القدس العربي». قرقوط قال أيضاً إن «عدد هؤلاء من مشايخ الكرامة غير قليل، وهم متواجدون في السويداء وجرمانا وصحنايا والأشرفية وجبل الشيخ، وقد باتوا رقماً صعباً على الأرض».
بدوره علق الزعيم اللبناني وليد جنبلاط على قرار «مشيخة العقل» : «يا حيف على الرجال يا حيف. ثلاثة مشايخ عقل: الجربوع، الحناوي، والهجري بتوجيه من المخابرات الجوية يصدرون بيان إبعاد للشيخ وحيد البلعوس».
وأضاف «أنتم يا حضرات المشايخ أبعدتم أنفسكم عن النخوة والكرامة وتراث العمامة البيضاء التي أيام الثورة العربية السورية أسكتت مدافع المستعمر الفرنسي».