بث ناشطون سوريون من شمال محافظة الرقة شريطاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي يسجل لحظة إطلاق وحدات حماية الشعب الكردية الــ (YPG) الجناح المسلح لحزب الإتحاد الديمقراطي الرصاص الحي على المئات من أهالي بلدة سلوك في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، شمال سوريا، خلال مظاهرة نظموها تنديداً باستمرار ممارسات الوحدات الكردية، المنخرطة ضمن قوات سوريا الديمقراطية، بمنعهم من العودة إلى منازلهم منذ سيطرة الوحدات الكردية على شمال الرقة بعد انسحاب تنظيم الدولة منها في منتصف حزيران/يونيوعام 2015.
ويظهر الفيديو قيام وحدات حماية الشعب الكردية بإطلاق النار على المحتجين الذين طالبوا بالعودة إلى قراهم ومنازلهم التي طردوا منها، وبوقف الانتهاكات التي تمارسها وحدات حماية الشعب الكردية الــ (YPG) بحق أبناء القرى العربية في منطقة تل أبيض وما حولها.
وقال الناشط السوري أحمد الحاج صالح من أهالي مدينة تل أبيض إن أهالي بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي دخلوا بلدتهم في مظاهرة أحيوا خلالها الذكرى السنوية الأولى لتهجيرهم من منازلهم في منتصف العام الماضي بعد طردهم منها على يد الوحدات الكردية ، بعد انسحاب تنظيم «الدولة».
وأضاف أن أهالي بلدة سلوك تظاهروا مجدداً بسبب مواصلة قوات وحدات حماية الشعب منعهم من العودة إلى مناولهم رغم تصريحات سابقة لمسؤولين فيها وعدت بالسماح بعودة السكان، وكذلك ما يسمى بمجلس الاعيان لم يفلح في إقناع الميليشيات بإعادة المهجرين إلى منازلهم، بحسب وصفه.
وأكد الحاج صالح لـ «القدس العربي» وقوع العديد من الجرحى والإصابات بعد إطلاق الرصاص الحي والمباشر على المتظاهرين دون سابق انذار، وذكر بعض أسماء الجرحى الذين تم نقلهم من قبل ميليشيات الوحدات، بحسب وصفه، إلى داخل مقراتهم في البلدة والتحقيق معهم وضرب بعضهم قبل أن يتم نقلهم لتلقي العلاج، وهم الطفلة عبير محمد عبد اللطيف وخديجة الدغلي، والدة عبير، وفاطمة العلان زوجة مصطفى الخليل ومحمد الحميش وهو رجل مسن و اغب المحيميد «الدوزنجي» وحجي حسين العبو، وخليل الكلمو، وعبد اللطيف الحسن، وخليل الياسين.
وأشار إلى أنه تم تهجير ما يقارب 24000 ألف نسمة وهم سكان بلدة سلوك وتم نهب ممتلكاتهم العامة والخاصة تحت ذريعة أن أهالي بلدة سلوك معظمهم ينتمون لتنظيم الدولة، على حد قوله، وكذلك نوه إلى أنه تم تهجير 37 قرية سكانها من المكون العربي بينهم ثلاث قرى سكانها من المكون التركماني بذات الذريعة .
ويرى الحاج صالح أن التجاوزات المستمرة لوحدات حماية الشعب، بحق سكان القرى والبلدات العربية في شمال محافظة الرقة، ومواصلة عمليات حرق المنازل والتهجير القسري والاعتقال التعسفي هي حملة ممنهجة لاستبدال سكانها الأصليين بسكان آخرين مؤيدين لفكرهم وتوجهاتهم لاستكمال مشروعهم الانفصالي، وفق تقديره.
وتجدر الإشارة إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية بقيادة صالح مسلم، تعد رأس هرم « قوات سوريا الديمقراطية» التي تم الإعلان عن تشكيلها في منتصف تشرين الأول/أكتوبر عام 2015 بدعم أمريكي، والتي تتكون من إتحاد فصائل عدة، منها قوات «الصناديد» وهي قوة مشكل قوامها من أفراد عشائر شمر في الجزيرة السورية في الشمال بقيادة حميدي دهام الجربا أحد أبناء عمومة أحمد الجربا الرئيس الأسبق لائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والذي عين حاكماً لما يسمى مقاطعة الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية الكردية، ومن الفصائل الأخرى من بينها «جيش الثوار»، و»لواء السلاجقة» و»تجمع ألوية الجزيرة»، و»جبهة الأكراد» و»المجلس العسكري السرياني»، بالإضافة إلى «بركان الفرات»، ولواء «ثوار الرقة « و»شمس الشمال».
القدس العربي