تعهد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، برفع علم بلاده على معقل جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) في محافظة صعدة (شمال)، مشيراً إلى أن «إيران لن تحكم اليمن».
جاء ذلك في كلمة ألقاها هادي، في احتفالية جماهيرية في محافظة جزيرة سقطرى، جنوبي اليمن.
وقال هادي: «لن نسلم اليمن للانقلابيين (الحوثيون والموالون لهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح) وإن إيران وأدواتها لن تحكمها مهما كلف ذلك».
ويرتبط الحوثيون بعلاقة ودية مع إيران، وسط اتهامات للأخيرة بتزويد الجماعة بأسلحة متطورة وخبراء تصنيع مكنتها من مهاجمة الأراضي السعودية، وهو ما تنفيه طهران.
وجدد هادي في كلمته عزمه رفع علم الجمهورية اليمنية فوق جبال «مران» في محافظة صعدة، مسقط رأس عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين.
وأضاف: «لن تضيع دماء شهدائنا هدرا، ولن نخذل شعبنا، وسنبني اليمن الاتحادي الجديد».
ووصل هادي إلى جزيرة سقطرى أول أمس، في ثاني زيارة له منذ توليه الرئاسة في فبراير / شباط 2012.
وقالت مصادر سياحية لـ«القدس العربي» إن «هذه الالتفاتة الإضطرارية من قبل حكومة الرئيس هادي جاءت بعد أن اضطربت الأوضاع الأمنية والعسكرية في كل أرجاء اليمن، ما عدا المناطق المهمّشة التي لم تشملها حركة التغيير وفي مقدمها جزيرة سقطرى».
وأوضحت أن «جزيرة سقطرى من أهم الوجهات السياحية في اليمن، نظرا لأنها محمية طبيعية وتختزل الكثير من الطيور والأشجار النادرة التي لا توجد إلا في جزيرة سقطرى».
وبينت أن «الأنظمة السياسية السابقة في اليمن ظلت تنظر اليها بقصور شديد نظرا لبعدها الجغرافي عن العاصمة، ولم تهتم بها على الإطلاق لا إدارية ولا خدماتيا، وساهمت في تهميشها في كل المتطلبات الرئيسية للعيش الكريم والخدمات الأساسية».
وأشارت إلى أن «اليمن بشكل عام كان يختزل صناعة سياحية في مختلف المجالات الثقافية والجبلية والساحلية وغيرها، وكان يستقطب السياح الغربيين بشكل كبير، غير ان انهيار الوضع الأمني في البلاد وانتشار ظاهرة الاختطافات وأخيرا انهيار الوضع السياسي والعسكري ضرب السياحة في مقتل، ولم يبق من أمل في تنشيط الحركة السياحية سوى جزيرة سقطرى المحمية بالمحيط الهندي من كل جانب والتي تبعد عن اليابسة اليمنية بما يقارب الساعة عبر الطيران».
ووفقا لمصدر أمني، تعتبر جزيرة سقطرى من أكثر المناطق أمانا ليس في اليمن فحسب ولكن على مستوى العالم، نظرا لندرة وقوع حوادث مخلة بالأمن ونسبة الجريمة فيها لا تتجاوز النصف في المئة.
وتختزل الجزيرة الكثير من عوامل الجذب السياحية للغربيين على وجه التحديد، وبعض الخليجيين أيضا، ولكن انقطعت عن العالم منذ أكثر من 3 سنوات، منذ الانقلاب الحوثي على السلطة في البلاد وتعثر حركة الطيران الدولي إلى اليمن، حيث كانت كافة الرحلات الجوية إلى جزيرة سقطرى تمر عبر العاصمة صنعاء وهو ما أسهم في عزلها عن العالم، للتعقيدات التي كانت تواكب الرحلات الجوية وارتفاع أسعار التذاكر اليها من داخل الأراضي اليمنية أيضا.
وانقطعت الرحلات الجوية اليها تماما تقريبا منذ اندلاع الحرب الراهنة في اليمن ولم يبق أمام سكان الجزيرة للوصول إلى اليابسة اليمنية سوى السفن الصغيرة غير الصالحة للسفر الطويل عبر البحر، والتي أدّت إلى غرق أحدها في عرض البحر قبل عدة شهور بعد مغادرتها لجزيرة سقطرى نحو محافظة حضرموت وأسفرت عن وفاة العشرات من ركابها.
تلك الحادثة لفتت أنظار حكومة الرئيس هادي، فشكلت لجانا لدراسة حركة السلامة الملاحية بين جزيرة سقطرى واليابسة اليمنية، وعملت على تحريك رحلات بحرية منتظمة من والى الجزيرة عبر سفن سياحية عالية الأمان. كما وجهت وزارة النقل بسرعة توفير رحلات جوية وبحرية داخلية منتظمة إلىها خاضعة لمعايير السلامة.
وقام رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر والرئيس هادي بعدة زيارات إلى جزيرة سقطرى للإطلاع على هموم ومشاكل أبنائها حتى يطمئنوهم أن الحكومة لم تنساهم في خضم انشغالاتها في الحرب الراهنة ضد الميليشيا الانقلابية الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح.
ووجه هادي أثناء زيارته لسقطرى أمس، وزيرا السياحة والنقل، بالتخاطب مع شركات الطيران الدولية لتسيير رحلات دولية جوية وبحرية مباشرة إلى محافظة سقطرى وتكليف وزيري التخطيط والتعاون الدولي والنقل بسرعة التخاطب مع الصندوق العربي والجهات المانحة بإنجاز ميناء سقطرى الجديد وكذا إنشاء حاجز أمواج وتزويد الميناء الحالي برافعة.
كما وجه وزير الأشغال العامة والطرق، بالبدء في إنجاز سفلتة 15 كيلو في مديريات حديبو وقلنسية المعتمد من قبل الحكومة، وتكليف وزير المياه والبيئة بسرعة العمل على توفير آبار للمياه وخزانات المياه المعتمد من قبل الحكومة، بالإضافة إلى سرعة إيفاء الحكومة بالتزاماتها لمحافظة سقطرى وانجاز محطة كهربائية بقوة 2 ميخا وتحسين الشبكة الكهربائية وحل مشكلة اعتماد وقود الكهرباء للمحافظة.
وجاءت هذه التوجيهات أثناء اجتماع عقده هادي بالمكتب التنفيذي واللجنة الأمنية في محافظة ارخبيل سقطرى، استمع خلاله إلى محافظ سقطرى اللواء سالم السقطري ومدراء الأمن والكهرباء والمياه والميناء والصحة حول الأوضاع في المرافق. الحكومية في جزيرة سقطرى وسير العمل فيها وكذا الصعوبات التي تواجها والعمل على حلها من أجل تقديم كافة الخدمات لأبناء سقطرى التي اعتمدت قبل نحو ثلاث سنوات كمحافظة مستقلة.
المصدر: القدس العربي