غضب السفير السابق لدمشق الجنرال بهجت سليمان يدفعه لاتهام منصور مراد بالتآمر لإدخال أسلحة إلى بلاده
الأضواء تابعت المعارض اليساري مراد بقوّة مؤخرا بعدما ورد اسمه ضمن قوائم الإخوان المسلمين المترشحة للانتخابات، حيث عبر العديد من الإسلاميين عن سخطهم على قبول التحالف مع مراد رغم نشاطه الكبير في تأييد النظام السوري من خلال عضويته في ما يسمى باللجنة الأردنية لمواجهة المؤامرة على سوريا.
النظام السوري نفسه وبعدما أعلن مراد الذي زار دمشق عدة مرات مساندا، دخل على الخط لمعاقبة مراد على تحالفه مع الإخوان المسلمين.
مراد كان قد أعلن في رسالة للأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ محمد الزيود لتبرير التحالف معها بأنه لم يعد يؤيد النظام «الذي يقتل شعبه». وقال في الرسالة نفسها إن نظام الحكم السوري رفض الإصغاء لأصوات أحرار الأمة من المناضلين العرب بإخماد المؤامرة على سوريا.
مشاركة مراد بقوائم ترشيح الإخوان أثارت ضجة واسعة داخل الصف الأخواني، و«القدس العربي» على علم بان المراقب العام السابق للجماعة الشيخ همام سعيد يقف بصلابة وراء دعم وإسناد مراد عن المقعد الشركسي في إحدى دوائر العاصمة عمان.
مقربون من الشيخ سعيد قالوا إن رسالته التي يعتذر فيها عن تضامنه مع النظام السوري دخلت كوثيقة في لجنة الانتخابات التنظيمية التي قررت هوية المرشحين وآلية العمل معهم. واعتبرت بدعم من سعيد «كافية» لضمان التحالف معه في الانتخابات.
القصة وجهت «نكسة» لمؤيدي بشار الأسد في عمان، لأن مراد كان أبرزهم وأكثرهم شراسة فيما يقبع شريكه المؤيد الأبرز لنظام بشار الآن ناهض حتر في السجن بتهمة ترويج العنصرية والإساءة للذات الألهية.
الإثارة لم تقف عند هذه الحدود، فقد سارع نشطاء أردنيون من بينهم الإعلامي هاني الحسامي وصالح ملكاوي لنشر ما اعتبروه «إبلاغا فوريا للنائب العام» بعدما تقدم بهجت سليمان السفير السوري الأسبق المطرود من عمان بشهادة عن طبيعة زيارات مراد لدمشق مغايرة لما قاله مراد نفسه.
أركان النظام السوري في المعادلة الأردنية صدموا ودخلوا في حالة خلاف، ونظام دمشق عبر تصريحات علنية للسفير سليمان تبرأ فيها من مراد بعد انضمامه للإخوان المسلمين.
السفير سليمان المقيم الآن في بيروت والذي يتولى عمليا إدارة ملف النشطاء الأردنيين المؤيدين لبشار الأسد، كما علمت «القدس العربي»، سخر من مراد وزعم أن خدماته رفضت عندما عرض إدخال أسلحة لبلاده «لاستعمالها ضد إسرائيل أو أي أهداف أخرى تتطلبها المرحلة».
تلميح سليمان هنا خطير وخبيث، لكن الرجل قال إن مراد وهو قطب معروف في المعارضة الأردنية زار دمشق أملا في الحصول على ذمم مالية له قال إنها حولت للمصرف المركزي السوري من العراق ثم تحدث لاحقا – الرواية لسليمان – عن بيته المرهون في عمان وطلب دعما ماليا.
بصرف النظر عن صدقية اتهامات السفير سليمان وهو من الحلقة القريبة للنظام السوري، يمكن القول إن خلافات ترشيح مراد ضمن قوائم الإخوان تسببت بـ»فضيحة» للجبهة الأردنية التي توالي بشار الأسد وتدعي أنها تقف ضد «المؤامرة على سوريا».
القدس العربي