نصبت مجموعات مسلحة تابعة لما يعرف بـ «جمعية البستان» التي يمولها رامي مخلوف ـ ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد ـ والتي تتخذ من منزل الإعلامي الدكتور فيصل القاسم مقرا لها ـ مجموعة من الحواجز العسكرية في محيط منزل القاسم، في مدينة السويداء، وعملت على استفزاز الأهالي بانتشارها الواسع والكثيف في ظل إطلاق نار عشوائي على المدنيين من المارة في الطريق المؤدي إلى المنزل.
وشرح المعارض السوري بيان الأطرش من محافظة السويداء في حديث خاص معه لـ «القدس العربي»، حول التوتر القائم حاليا فقال: قامت ميليشيا أنور الكريدي أو ما يطلق عليها اسم «جمعية البستان» التي يمولها رامي مخلوف، بقطع الطريق أمام منزل الإعلامي فيصل القاسم الواقع شرقي حي المهندسين في جمعية الأطباء، والذي استولى عليه الكريدي صباح يوم أمس، وأمر ميليشياته بالانتشار والاستنفار وقطع كل الطرق المؤدية إلى المنزل، مع الأخذ بالعلم أن مجموعاته المسلحة تنتشر في جميع الأبنية المحاورة، حتى المهجورة منها، وتقوم بإطلاق النار على أي شخص يحاول المرور من المنطقة.
وقال الناشط الإعلامي عارف الشواف لـ «القدس العربي»: إن شخصا قد حاول أمس المرور في حي المهندسين الذي يعتبر ثكنة عسكرية لشبيحة مخلوف، ورفض الانصياع لأوامرهم بالتوقف، فأطلقوا عليه الرصاص، مما اضطره للاستعانة ببعض الشيوخ وجنود البيارق العسكرية، الذين قاموا بدورهم بتطويق حواجز الكريدي المسلحة، وإجبارها على التراجع، وعندما وصلت تفاصيل الحادثة إلى مركز قيادة الشبيحة، طلبت بشكل مباشر من الحواجز الاعتذار لشيوخ المدينة وإزالة الحاجز، الأمر الذي تم فعلا بالإكراه، بحسب المصدر.
وبيّن المتحدث أن ما وصفه «باحتلال المنزل من قبل المأجورين وأذناب النظام، لا يعتبر سابقة من نوعها، فقد كانت ميليشيات الدفاع الوطني قد استولت وما تزال، على منزل القاسم الموجود على طريق القنوات»، مضيفا أن «قوات النظام محترفون في أساليب القمع، ولا تعوزهم الوسيلة عن فعل أي شيء، فهم أولاً واخيراً عصابه لقد استولت على سوريا، وليس صعباً أن يستولوا على بيوت الأحرار مثل الدكتور فيصل القاسم والأستاذ يحيى القضماني، وغيرهم، فهذا شيء طبيعي لأنهم يملكون السلطة ولا رادع أخلاقيا يمنعهم، أما الحشود فهي دائماً موجودة لمزيداً من التآمر وإخافة الناس، عبر مظاهر مسلحه لمواجهة شعب أعزل، مع وجود أذناب رئيس فرع الأمن العسكري «ناصر» على أطراف محافظة السويداء لاستدعائهم عند الحاجة».
وأردف الشواف أن جماعة أنور الكريدي، ينصبون الحواجز العسكرية في محيط المنزل خوفا من مهاجمة أبناء المنطقة لهم، وحرصا على أمن المقر من أي مناوشات مرتقبة، وأضاف: هذه الميليشيات نفسها هي من تعمل على خلق الفتنه لسلخ الجبل عن السهل القريب منه، وهي من يقف وراء كل حادثة خطف من أبناء درعا، بإشراف مباشر من قبل رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء وفيق ناصر.
فيما رأى نائب رئيس المكتب السياسي بحزب الوسط السوري المعارض وليد الحسنية أن في خلق جو من التوتر والرعب، وإطلاق النار على الأبرياء أمرا عاديا، كما هو احتلال منزل القاسم، لأن هذه الميليشيات قد احتلت سوريا كلها ببيوتها وأشجارها وأوابدها التاريخية، وهم نفسهم من يكملون في طمس التاريخ، فلا يمكن أن يستغرب السوري الحر أفعالهم»، بحسب قوله.
القدس العربي