نغم الغادري: لا يستطيع أحد فرض حلّ علينا ولا مكان للأسد في الفترة الانتقالية
تبدأ أطياف المعارضة السورية الوصول إلى الرياض اليوم استعدادا للمشاركة في مؤتمر الرياض يوم غد الثلاثاء. وتوقعت مصادر مطلعة أن يواجه المشاركون فيه «مهمة صعبة» للتوصل إلى رؤية مشتركة حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وإمكانية بقائه ودوره في المرحلة الانتقالية.
وتدور أنباء حول اتفاق إقليمي إيراني ـ سعودي ـ أمريكي تم التوصل له خلال اجتماعات تمت في العاصمة العمانية مسقط الشهر الماضي حول قضايا عدة في المنطقة بينها لبنان واليمن والبحرين، وأن الاتفاق شمل مناقشة أزمة سوريا وخاصة حول الفترة الانتقالية ومصير الأسد.
وتتحدث مصادر مطلعة بأن التفاهمات السعودية ـ الإيرانية ـ الأمريكية أنتجت توافقا على انتخاب رئيس في لبنان و«تحييد» بيروت عن التجاذبات الإقليمية، فيما تم الاتفاق حول قضايا خلافية في اليمن، وأن اجتماع الرياض القادم لقوى المعارضة السورية سيكون شكليا، وأن البيان الختامي لاجتماع الرياض معد سلفا وستتم تلاوته على الحضور لأن الاتفاق تم بين الأطراف الإقليميين برعاية أمريكية، وأن الحل سيفرض على السوريين فرضا إلا أن شخصيات في المعارضة السورية نفت هذه الأنباء.
وأكدت نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض نغم الغادري لـ«القدس العربي» أن «لا أحد يستطيع أن يفرض حلا على الشعب السوري». وأضافت الغادري «الشعب الذي ضحى بكل شيء بدمه وماله وارتضى النوم في خيم اللجوء لن يقبل بفرض حل عليه ولن يتنازل عن شرط رحيل الأسد وزمرته عن سوريا».
وأضافت الغادري لـ«القدس العربي»، «نحن متفقون سرا وعلنا مع السعودية بأن مصير الأسد محسوم يجب ان يغادر هو وزمرته، نحن نتفاوض على رحيله وبمجرد رحيله تبدأ الفترة الانتقالية، وتشكل حكومة من الشخصيات المقبولة لتكون كما جاء في قرار جنيف بالتوافق».
وقالت الغادري لـ«القدس العربي»، «عندما سمعنا أن هناك مؤتمرا سيعقد في الرياض ولدينا لجان تعمل على الأوراق والأجندات والمخرجات التي ستناقش او ستخرج عن الاجتماع، وهناك توافق أن نسير في العملية السياسية، وجهزنا ورقة من 13 بندا للانتقال إلى العملية السياسة، وعرضنا على الرياض ان يكون الائتلاف في اللجنة التحضيرية، ونتوقع أن نخرج بوثيقة توافقية على العملية التفاوضية».
وحول اختيار نيويورك عوضا عن فيينا لاجتماعات التفاوض مع النظام قالت الغادري «لا يوجد سبب. المسألة شكلية لا أكثر ولا أقل، إضافة إلى أن الولايات المتحدة سترأس مجلس الأمن، وكان وزير الخارجية في فيينا هو رئيس المؤتمر الذي تم».
وكشفت مصادر مطلعة أنّ لقاء عقد في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة السورية في فيينا بين وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف والسعودية عادل الجبير، دام أكثر من ثلاث ساعات، ناقشا خلالها ملفات إقليمية عدة، وأبدى الطرفان استعدادهما للبدء بحوار سياسي يمكن أن يفضي إلى «تبريد الجبهات».
وأشارت المصادر إلى أنّ «ظريف والجبير اتفقا على ضرورة اعتماد الحلول السياسية في معظم الساحات، وأفضى اللقاء إلى تشكيل لجان ايرانية ـ سعودية متخصصة يفترض أن تكون قد بدأت اجتماعاتها في مسقط عاصمة سلطنة عُمان».
وستدعى إلى المؤتمر على الأرجح قرابة مئة شخصية أبرزها ممثلون للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المقبولة من النظام و«مؤتمر القاهرة» الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. وسينضم إليهم ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة «إرهابية»، كـ«الجبهة الجنوبية» المدعومة من الغرب و«جيش الإسلام». وذكرت صحف سعودية أن دعوة وجهت أيضا إلى «حركة أحرار الشام».
وصدرت مؤخرا عن مسؤولين غربيين تصريحات تلمح إلى إمكان قبول بقاء الأسد لمرحلة انتقالية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة نشرت السبت، إن الوصول إلى «سوريا موحدة يتطلب انتقالا سياسيا. هذا لا يعني أن الأسد يجب ان يرحل قبل الانتقال لكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل».
ويقول عضو الائتلاف احمد رمضان «المعارضة متشبثة برحيل الأسد مع بداية الفترة الانتقالية (…) لا يمكن بدء تفاوض إلا إذا اتفقنا على مبدأ رحيل الأسد ومتى يرحل».
في المقابل، دعا مسؤولون في معارضة الداخل الى ترك مصير الأسد للسوريين.
وقال رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم بعيد تلقيه دعوة للمشاركة في المؤتمر «فيما يتعلق بالرئيس بشار الأسد، هناك نوع من التوافق الدولي على أن هذا موضوع يقرره السوريون».
«مهام صعبة» تنتظر المعارضة السورية في الرياض استعدادا لمؤتمر نيويورك
نغم الغادري: لا يستطيع أحد فرض حلّ علينا ولا مكان للأسد في الفترة الانتقالية.
المصدر: القدس العربي – وكالات