تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التحالفات الغريبة فقد جمعت بين الأعداء تحت مقولة «عدو عدوي صديقي» وقربت المصالح المشتركة بين المتنافسين في المنطقة خاصة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
فسماء سوريا اليوم تزن بطيران الدول المتنافسة وعلى الأرض في سوريا والعراق انضمت قوات خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الجيوش والميليشيات والمشاركة في هجمات متعددة ضد تنظيم الدولة لدرجة أصبحت فيها ساحات القتال مزدحمة ومدعاة لعدم الثقة بين الأطراف المشاركة كما تقول صحيفة «التايمز» البريطانية.
وتقول إن «عدو عدوي» أصله سنسكريتي وليس عربياً وربما جاء من روسيا، فدول الحلفاء عقدت في أثناء الحرب العالمية الثانية تحالفاً مع ستالين لهزيمة هتلر وحققت هدفها الرئيسي.
ولكنها فتحت الباب أمام الإتحاد السوفييتي الذي قام بالسيطرة على مناطق في شرق أوروبا وعاش سكانها في ظل القمع بشكل حول بقية العالم إلى مسرح للأيديولوجيات المتصارعة. لكن دروس الماضي لم تمنع بنيامين نتنياهو من زيارة روسيا والتي تعتبر الرابعة له في عام لمناقشة تنفيذ الطائرات الإسرائيلية غارات على قوافل حزب الله في سوريا بدون أن تزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتشير الصحيفة إلى أن مظاهر قلق نتنياهو حقيقية فهو يخشى من أن يحول مقاتلو حزب الله الذين حرقتهم تجربة الحرب في سوريا والمسلحين بعتاد إيراني، بنادقهم ضد بلاده ومن منطقة الجولان.
وفي المقابل يعتبر بوتين الراعي الرئيسي لنظام بشار الأسد والذي يعتمد في بقائه على دعم مقاتلي حزب الله، كما تزود موسكو إيران بأسلحة. وهذه كلها ليست عناصر تدعو لبناء صداقة على حد تعبير «التايمز».
أصدقاء أعداء
وتضيف إلى «كوكتيل» التناقضات في المنطقة المعارك على معاقل تنظيم «الدولة» – خاصة عاصمته الرقة.
وتقول إن حلول شهر رمضان يعني تصعيداً في المعارك القتالية. ومن المحتمل طرد التنظيم من الرقة والفلوجة ولكن بدعم حلفاء بغيضين. فالرقة كما تقول سـ «تحررها» قوات كردية سورية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني- بي بي كي ـ وهو حركة انفصالية مصنفة بالإرهابية في تركيا.
أما «تحرير» الفلوجة فيعتمد على الميليشيات الشيعية التي تحظى بسمعة سيئة تخيف حتى من يخضعون تحت حكم تنظيم الدولة.
فالسكان السنة الذين يحاولون الهرب من المدينة يواجهون خطر الموت على يد تنظيم «الدولة» وإن نجوا منه فيواجهون التعذيب والقتل على يد الميليشيات كما أثبتت الأيام الماضية.
وترى الصحيفة أن واحدة من الطرق لمواجهة الحلفاء الذين لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم ومن يثور حولهم الشك هو منعهم من دخول خطوط القتال وحصر مكانهم في ضواحي الفلوجة.
فمهمة الميليشيات الشيعية هي منع وصول التعزيزات لتنظيم «الدولة» في الفلوجة. ويخشى الكثيرون أن يؤدي طرد التنظيم من المدينتين إلى مواجهات سرية أو علنية: تركيا ضد روسيا في سوريا وإيران ضد التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق. وعلى الحكومة العراقية أن تظهر أنها قادرة على إعادة بناء الفلوجة وإدارتها وتوفير الأمن لها بطريقة تنزع فتيل التوتر الطائفي وإلا فسيعود تنظيم «الدولة» ويتحول الإنجاز إلى انتصار فارغ.
مصالح مواطنين لا طوائف
وتتوقع الصحيفة السيطرة في النهاية على أزمات المنطقة المتعددة وذلك عندما يثق السنة بالحكومة العراقية وتتوقف إيران عن التدخل وتوسيع مدى تأثيرها في دول المشرق، وعندما يتخلى الأسد عن السلطة ويسلمها إلى حكومة بديلة تتبنى سياسة متسامحة مع الأقليات.
وترى أن نظاماً يقوم على إرضاء المقاتلين من طائفة واحدة وتعبئته للمعارك لن يقدم نظاماً مستقراً «وعاجلاً أم آجلاً ستجد حكومات الشرق الأوسط نفسها أمام واجب إرضاء كل مواطنيها».
وقبل كل هذا فالمعركة تدور حول ثلاث مدن مهمة تقرر مصير كل من العراق وسوريا. ففي العراق ستحدد الفلوجة مصير الدولة العراقية وستعلم الطريق أمام مدينة الموصل.
وفي الوقت الذي تتعاون فيه الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة مع إيران هناك فالمعركة على الرقة تحولت إلى معركة للشرعية الدولية كما كتب نبيه بولص في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» فهذه المدينة التي أخرجت المعارضة السورية منها قوات النظام عام 2013 وأصبحت رمزاً للثورة السورية تحولت بعد تسعة أشهر إلى عاصمة فعلية لتنظيم «الدولة» وكانت منطلقه لإعلان الخلافة في الموصل بعد عام.
ولكنها اليوم كما يقول بولص أصبحت الجائزة الرئيسية في سباق بين القوات الحكومية المدعومة روسيا والقوى التي يتسيدها الأكراد، المعروف بقوات سوريا الديمقراطية والتي تحظى بدعم أمريكي. ويرى أن الدعم الذي يقدمه الداعمون الدوليون- أمريكا وروسيا يمنح كل قوة شرعية في حالة تم تدمير معقل تنظيم الدولة في الرقة.
فبالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية فقد تصبح المدينة إضافة جديدة للدولة التي يطمع الأكراد بتأسيسها على أنقاض التنظيم وسوريا الحديثة. وفي المقابل فانتصار يحققه جيش النظام سيدفع الغرب لإعادة موقفه من نظام الأسد المنبوذ دولياً.
ويشير الكاتب إلى أن الحملتين الحاليتين على الرقة واللتين تسيران بشكل متواز تكشفان عن الولاءات المتقاطعة والمتناقضة التي نتجت عن حرب الخمس سنوات السابقة والتي دمرت معظم البلد وقتلت مئات الألوف وشردت الملايين. وكان تنظيم «الدولة» قد سيطر على الرقة في كانون الثاني/يناير بعدما هزم الجماعات المعارضة التي كانت تسيطر عليها. وعزز الجهاديون قوتهم فيها وحولوها إلى مركز للرعب ومارسوا القمع ضد من رفضوا الإنصياع لأوامرهم.
وشاهد الناس الجلد والرؤوس المقطوعة المعلقة في الساحات العامة. وأشار التقرير إلى التقدم الذي حققته وحدات «صقور الصحراء» وهي قوات خاصة من تقدم في مناطق التنظيم.
وذكر صحافي كان مرافقاً لوحدات النخبة هذه أنها قطعت 28 ميلاً على الطريق بين بلدة إثريا الواقعة تحت سيطرة النظام والرقة.
وبالتوازي مع حملة النظام تقدمت قوات سوريا الديمقراطية جنوب الرقة وسيطرت على مدن عدة. ومع تقدم الجيش التابع للنظام وقوات سوريا الديمقراطية بدأت عائلات المقاتلين تنتقل إلى مناطق أكثر أمناً في المدينة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا. وأشار بولص إلى الدور الذي يلعبه الروس في العملية التي ينفذها النظام. فمن توفير الغطاء الجوي إلى المستشارين الروس وقوات الكوماندوز التي قدمت دعماً لوجيستياً للقوات البرية.
ويعتبر الروس حلفاء مهمين للنظام خاصة في ضرب مواقع المعارضة السورية. ومنذ أيلول/سبتمبر 2015 قامت المقاتلات الروسية بغارات على المقاتلين ووفر العسكريون الروس والوحدات الخاصة تدريباً ودعماً للقوات المؤيدة للحكومة.
وتهدف هذه القوات للوصول إلى نهر الفرات وقطع الطريق الواصل بين الرقة وحلب والسيطرة على قاعدة الطبقة الجوية التي سيطرعليها التنظيم في آب/أغسطس 2014 وفيها أيضا سد الطبقة، الأضخم في سوريا والذي يوفر الماء والكهرباء للعديد من مناطق الشمال. ويربط الكاتب بين حملتين ضد التنظيم في الفلوجة العراقية وما يعرف بجيب منبج قرب الحدود مع تركيا.
ولا يجمع بين القوى التي تواجه الجهاديين أي هدف مشترك سوى العداء لما تطلق على نفسها «الدولة الإسلامية». وهناك من يعتقد في طرف الحكومة بنية الأكراد القيام بضم الرقة لمناطقهم.
حرب داخل حرب
وفي المقام نفسه تتناقض أهداف ومواقف الرعاة الدوليين لكل طرف. فقد ترددت الولايات المتحدة بالقيام بغارات تخدم النظام السوري فيما تصر الحكومة الروسية على أن جيش النظام هو القوة الشرعية في البلاد. ومن هنا فانتصار هذا الجيش في الرقة سينظر إليه كخطوة أخرى نحو تعزيز حكم الأسد على البلاد.
ومن هنا نقل بولص ما كتبه الصحافي المؤيد للحكومة عياض حسين من أن العملية هي «المحك الأكبر للباحثين عن الانفصال» في تلميح مبطن للقوات الكردية. وفي هذا السياق قدم الحرب داخل الحرب ولدمير فان ويليغنبيرغ إلى الحرب في صفوف داخل قوات سوريا الديمقراطية.
ففي تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» وأعده من عين عيسى في محافظة الرقة حيث لاحظ أن القوات التي كانت تقوم بتنظيف البلدة الخالية من السكان هي كردية بالمطلق «فقد كان من الصعب العثور على مقاتل عربي واحد من بين الرجال في عين عيسى والذين كانوا ينظفون الأنقاض».
ونقل عن مقاتل عربي هيفال احمد من بلدة القحطانية الذي عبر عن إيمانه بـ «قوات سوريا الديمقراطية»، «فهي ليست قوة كردية بل وآشورية وعربية وكردية ولدينا كل الأديان والأعراق في قوات سوريا الديمقراطية». ويشير الكاتب إلى أن هذه القوات وإن تسيدتها قوات حماية الشعب الكردية إلا أنها تحمل صبغة إثنية متعددة. ولم يرض توجه حزب الاتحاد الديمقراطي أطرافاً كردية تريد بناء منطقة حكم خاصة بالأكراد بدون العرب.
وكان الحزب قد أعلن عن منطقة حكم ذاتي في المناطق التي سيطر عليها. إلا أنه تعرض للنقد من المعارضة السورية التي اتهمته بعدم دمج العرب الذين يعيشون في الأراضي الواقعة تحت سيطرته.
وفي المقابل انتقدته أحزاب كردية بسبب علاقته معهم كما يقول الكاتب. ومن أشد نقاد حزب الإتحاد الديمقراطي هو «المجلس الوطني الكردي» الذي يحظى بدعم من مسعود بارزاني حاكم إقليم كردستان في شمال العراق.
واتهم المجلس حزب الإتحاد بتبني سياسات لا تخدم المشروع الكردي. ويقول المجلس إنه يريد «كردستان» للسوريين الأكراد بدون المناطق ذات الغالبية العربية. ونقل عن كردي سوري في مدينة القامشلي «أريد جيشاً كردياً يقوده الأكراد»، و»لا نثق بالعرب».
ويقول مسؤولو حزب الإتحاد الديمقراطي أنهم يعملون على دمج بقية الجماعات الإثنية والدينية في «وطن جديد».
ويرفض قادة الحزب النموذج الفدرالي في العراق الذي يقسم الطوائف إلى شيعية وسنية وكردية. ونقل الكاتب عن أولدر خليلي من إئتلاف تيف- ديم المكون من ستة أحزاب الذي شكله حزب الإتحاد الديمقراطي للسيطرة على المناطق الخاضعة له «لا نحبذ هذا ونريد نظاماً ديمقراطياً يعيش فيه الجميع».
ويقول الكاتب إن الكثير من المدنيين في بلدة كوباني/عين العرب يفضلون عدم دخول قوات حماية الشعب الرقة ولا يريدون ضمها إلى المناطق الخاضعة للحكم الذاتي. ويخشون من نزاعات في المستقبل مع العرب ولهذا يفضلون أن يقوم «لواء ثوار الرقة» بإدارتها.
ونقل عن احمد العطش /23 عاماً من كوباني/عين العرب «الرقة وشمال الرقة هي مناطق عربية ولن يقبلوا بنا». وأضاف «سنكون مثل العراق ونعاني من مشاكل التفجيرات والسيارات المفخخة».
عفرين أهم
ويشارك الكثير من الأكراد العطش في موقفه ويرون أن تحرير مدينة عربية في الغالب مكلف وعرض جانبي. ويرون أن الأولوية هي ربط مناطق الأكراد في شمال – غرب المعروفة بعفرين بالمناطق التي سيطروا عليها في الشرق.
فمناطقهم الآن مفصولة بشريط يحتله تنظيم «الدولة» ومنطقة صغيرة تسيطر عليها قوات المعارضة التي تدعمها تركيا. ويقول الكاتب إن المسؤولين الأكراد في شمال سوريا يركزون على ربط الجيوب الكردية.
وأنشأوا مجلساً مدنياً وعسكرياً لمدينة منبج مكون من أكراد وعرب. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي بهجوم على المنطقة. وقام الطيران الأمريكي باستهداف المنطقة بـ40 غارة في الفترة ما بين 31 أيار/مايو إلى 30 حزيران /يونيو.
ويقول خليلي «من المهم فتح الطريق ما بين كوباني وعفرين الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة». ويرى سكان في كوباني/ عين العرب أن مهمة استعادة الرقة يجب أن تكون من مهمة العرب وبمساعدة من المقاتلين الأكراد.
ويقول دليل ريبر، 31 عاماً من كوباني، «من الأحسن أن تقوم الجماعات العربية، «لواء ثوار الرقة» و»شمس الشمال» و»الصناديد» بدخول الرقة ويجب أن نذهب إلى عفرين».
وقبل أن تدخل القوى العربية المدينة يجب أن تعزز من قوتها. وكان العقيد ستيف وارن الذي عمل متحدثاً باسم القوات الأمريكية في العراق قد قال إن 200 من المقاتلين العرب أنهوا تدريباتهم.
وتبلغ نسبة المقاتلين العرب في العملية الحالية ضد معقل «الدولة الإسلامية» ما بين 40-50% من المقاتلين بحسب شرفان درويش، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية. وأضاف أن هذه القوات سينضم إليها مقاتلون من داخل المدينة لتحريرها.
ورغم ما نقله الكاتب عن مشايخ قبائل عربية من تعاون ومعاملة جيدة يلقونها من حزب الإتحاد الديمقراطي إلا ان مجموعة «الرقة تذبح بصمت» ليست متفائلة حول الدور الذي تلعبه قوات حماية الشعب وهو ما دفع الكثير من أبناء الرقة الإنضمام للجهاديين.
جوع
والخوف ليس من الجهاديين أو الأكراد بل هو من الجوع الذي يعاني منه الأطفال السوريون وهو ما خصصت له صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحيتها.
وذكرت في بدايتها بقرار مجلس الأمن الدولي الذي مضى عليه 6 أشهر وطالب فيه بوقف القصف وضرب مناطق المدنيين في سوريا ودعا إلى مرور فوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
كما مضت أربعة أشهر على وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الحصارات المفروضة على المدنيين بـ «الكارثة» التي لم يشهد مثلها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ودعا كل أطراف النزاع لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم بحاجة ماسة إليها.
كما ذكرت بتصريحات كيري في مؤتمر الدول الداعمة لسوريا حول ضرورة اتخاذ خطوات جوهرية والسماح بوصول المساعدات وحذر بإنزالها جواً بحلول الأول من حزيران/يونيو الحالي.
ورغم كل هذه التصريحات والقرارات لم تصل مساعدات إلى بلدة داريا قرب العاصمة دمشق ولا إلى حي الوعر بمدينة حمص أو أي من المناطق المحاصرة وعددها 19 منطقة يعيش فيها حسب تقديرات الأمم المتحدة 500.000 نسمة، ولم ينفذ كيري تهديده ويقوم بعمليات إنزال جوية للإغاثة.
ولم يتم تنظيم أي عملية لنقل المواد الإنسانية فيما قلل موظفون في الأمم المتحدة من إمكانية حدوث هذا في الأيام المقبلة.
وتعلق الصحيفة «تم تفجير موعد نهائي جديد وخرق خط أحمر جديد ولا يزال الاطفال في البلدات المحاصرة يتضورون جوعا».
وفي السياق نفسه مزق اتفاق «وقف الأعمال العدائية» الذي تفاوض عليه كيري في شباط/فبراير، ففي نهاية الأسبوع الماضي نفذ الطيران الروسي والسوري غارات على مواقع المعارضة في حلب وإدلب.
وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد الذين قتلوا جراء 45 يوما متتالية من القصف حوالي 500 شخصا من بينهم 150 طفلا.
وتتساءل الصحيفة عن موقف إدارة الرئيس باراك أوباما «لا تزال تنتظر بصبر وقف نظام بشار الأسد رمي البراميل المتفجرة من المروحيات على المستشفيات وأن يسمح بمرور قوافل المساعدات.
ولا تزال تطلب وبأدب من الروس التوقف عن قصف الجماعات المقاتلة التي يدعمها الغرب والضغط على نظام الأسد أن يفعل نفس الأمر».
وذكرت الصحيفة ساخرة ما تحدثت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين «نتوقع أن يفي النظام بالتزاماته» و»ندعو روسيا أن تستخدم تأثيرها لوقف هذه السياسة اللاإنسانية» وعن إنزال المساعدات جوا أجاب «هذا سؤال معقد.
وتقول الصحيفة إن التهديد بإنزال المساعدات جوا لم يكون سوى كلام. ففي 26 أيار/مايو حذر مسؤولان بارزان في الأمم المتحدة من أن الجسور الجوية للإغاثة الإنسانية لن تتم بدون موافقة من النظام وهو نفسه الذي يمنع وصولها برا وطلبا من الولايات المتحدة وروسيا العثور على طريق لبدء عمليات الإغاثة.
ولم تتحرك لا الولايات المتحدة أو بريطانيا وأي من الدول الداعمة للخطة لتحقيقها. وبدلا من ذلك ناشدت هذه الدول روسيا بالتدخل وهي نفسها الدولة التي تقصف المدنيين في حلب وإدلب.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سفيري بريطانيا وفرنسا في الأمم المتحدة التي حملت تهديدات بعمل عسكري بأنها مجرد كلام كلمات قوية وهي نفس كلام كيري والذي قال «يأكل الناس في البلدات المحاصرة أوراق الشجر والعشب والحيوانات من نوع أوآخر والتي يستطيعون القبض عليها» وقال «يجب أن يسمح بمرور المساعدات الإنسانية الآن ويجب أن تحصل في أقرب وقت» كان هذا في 2 شباط/فبراير ولا يزال السكان ينتظرون وصول المساعدات.
إبراهيم درويش – القدس العربي