طالب عدد من قادة ومقاتلي «الحشد العشائري»، الذي يضم مقاتلين سنة، الحكومة العراقية بتوزيع رواتب لهم أسوة بمقاتلي الحشد الشعبي، معتبرين أن «هناك تفرقة واضحة من قبل حكومة بغداد من خلال تجهيز وتسليح الأخير.
وقال أبو عراق، وهو مسؤول في «الحشد العشائري» في مدينة الموصل، لـ«القدس العربي»: «منذ تأسيس الحشد لم نستلم راتباً واحداً، وعندنا مئات المقاتلين من أصحاب العائلات بحاجة ماسة إلى الرواتب».
وأضاف : «نمسك أماكن مهمة في المدينة أوكلت لنا من قبل العمليات المشتركة، إضافة إلى تولينا تأمين الشارع الرابط بين المدينة وجنوبها».
وبين أن «هناك حالات تسرب حصلت من قبل بعض المقاتلين الذين تركوا عملهم، وذهبوا للبحث عن عمل آخر من أجل إعالة عوائلهم»، مطالبا الحكومة العراقية بـ«ضرورة صرف رواتب للحشد العشائري بأسرع وقت».
ودعا إلى «معاملة الحشد العشائري مثل الحشد الشعبي»، موضحاً «في مسألة توزيع الأسلحة فنحن لا يسمح لنا سوى استخدام البنادق الخفيفة التي تم تسليمها إلينا من قبل الجهات الأمنية، والتي تكون معظمها أسلحة قديمة وخارجة عن الخدمة».
أحمد، أحد مقاتلي «الحشد العشائري»، قال لـ«القدس العربي»: «دخلت معارك مع التنظيم، وتعرضت لعدة إصابات ولم اتسلم راتباً واحداً، والآن أنا مصاب وأحتاج إلى عملية، وليس لدي المال الكافي لاجرائها».
وتابع: «تعرضت للإصابة أثناء مواجهة مع عناصر التنظيم كادت أن تودي بحياتي»
ولفت إلى أن «هناك المئات من المقاتلين قد قتلوا في المعارك، ولم تصرف لهم حقوق من قبل الحكومة العراقية ،إضافة إلى الذين تعرضوا لإصابات خطيرة أبعدتهم عن العمل».
وأعتبر أن «الحكومة تتصرف معهم بتمييز عن فصائل الحشد الشعبي، التي تصرف لها الرواتب والحقوق كاملة، وذلك، على الرغم من تقديمنا مئات الضحايا والمصابين في المعارك».
أبو مهند، فقد ابنه في إحدى المعارك مع تنظيم «الدولة»، قال لـ«القدس العربي» «ابني كان أحد مقاتلي الحشد العشائري وبالرغم من محاولاتي لاستحصال حقوقه بعد أن ترك وراءه زوجة وخمسة أطفال، غير أني لم يحصل على أي منها».
وأضاف أن «الحكومة العراقية تكيل بمكيالين بين مقاتلي الحشد، وتعتبر أبناء الحشد العشائري قوات غير معترف بها على عكس الحشد الشعبي».
وبين أن «الطرفين من أبناء الحشد قدموا شهداء وتضحيات لتحرير مدن ومحافظات العراق، فيجب عدم التمييز بينهم والتصرف معهم بازدواجية».
ودعا إلى «ضرورة اعتبار مقاتلي الحشد من القوات العراقية المسلحة الرسمية، وصرف حقوق ومستحقات الضحايا والجرحى الذين سقطوا بسبب المعارك التي خاضوها ضد التنظيم».
وشكل كلا الحشدين، «العشائري» و«الشعبي» بعد سيطرة تنظيم «الدولة» على مدن ومحافظات عراقية في حزيران/يونيو 2014، وانهيار المؤسسات العسكرية والأمنية في العراق، وهي الآن تمسك مناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
المصدر : القدس العربي