لم تنجح صور القتلى لعناصر من تنظيم «الدولة» التي بثتها صفحات ومواقع مؤيدة للنظام السوري في إدخال الطمأنينة في نفوس أهالي الطائفة العلوية في الساحل السوري، فالعديد منهم يطلبون من أبنائهم العودة إلى قراهم والبقاء فيها.
لؤي بدور أحد أبناء الطائفة العلوية علق على معارك دير الزور: «يا أهالي هالضحايا لو هالشباب الله يرحمهم بقيوا ببيوتهم يحموا ذويهم ما كان أفضل من روحتهم ع الحسكة والدير ليدافعوا عن أتباع ابن تيمية».
ونشرت صفحات النظام خلال اليومين الاخيرين صور القتلى من أبناء الساحل المؤيدين لنظام الأسد قضوا خلال معاركهم في حقل شاعر ودير الزور، فمثلا صفحة «شهداء طرطوس» نشرت أكثر من عشرة أسماء لعناصر قتلوا خلال الساعات الماضية، جميعهم قضوا في المعارك مع تنظيم الدولة، وكان آخرهم «على هدبة» الذي لم يمض سوى بضعة أسابيع على زواجه.
العديد من العائلات أصبحت تناشد شبانها بالعودة إلى مدن الساحل؛ خصوصاً بعد معارك الزارة في ريف حمص، وقد وجهت العديد من الامهات دعوات لحمايتهن من «جبهة النصرة»، وتقول ناشطة من الطائفة العلوية رفض التصريح باسمها في حديثها مع «القدس العربي»: لم يعد بمقدور الطائفة العلوية في الساحل تحمل الكلفة الكبيرة، فقد أصبحت نسبة الاناث 70% ، ولا نريد لمن تبقى أن يكون فداء لأحد، نريد أن نعيش بسلام وأمان نحن أقلية، ونطلب من إخوتنا وشبابنا العودة إلى مدن الليمون فهي ملاذنا الأخير».
تؤكد هذه الناشطة ان هناك الكثير الآراء المناهضة لما يحدث، لكن مقتل العدد الكبير من الشبان في الساحل جعل أهالي هؤلاء القتلى يعيشون في حالة من الضعف، وهاجس الانتقام الذي ينادي به نظام بشار الاسد يزيد من مخاوف العائلات العلوية التي ضحت بأبنائها ولم يعد هناك من يدافع عنها.
وتشير نتائج العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري ومن يحالفه إلى الفشل في كل من ريف تدمر، ودير الزور، وريف حماه، وريف حمص الامر الذي يتسبب بمقتل العشرات من جنوده يومياً، فلواء صقور الصحراء الذي دخل إلى تدمر مدعوماً من القوات الروسية يعاني في الوقت الراهن نقصاً كبيراً في أعداد مقاتليه، ويقوده رجل الأعمال القريب لعائلة الاسد «أيمن جابر»، بحسب ما أكده ناشطون من الساحل السوري.
يشير ناشطون إلى أن أغلب القتلى هم من مدن دريكيش، وصافيتا، وبانياس، وجبلة، والقرداحة وأصبح في مدينة لوحة تدعى «لوحة الشرف» تنشر فيها صور للقتلى بشكل يومي، في حين أن النظام السوري لم يقدم لأهالي القتلى شيئاً، بحسب الناشطين، وكان آخر ما قدمه هو ساعة حائط ناطقة باللغة العربية لمن فقد بصره خلال المعارك مع قوات المعارضة.
القدس العربي