يحاول صناع السياسة في واشنطن فك الغموض المحيط في بيان البيت الأبيض الذي افاد بان الولايات المتحدة «حددت الاستعدادات المحتملة» اذا شن نظام الرئيس السوري بشار الاسد هجوماً آخر بالاسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وجاء البيان بدون تفسير يذكر مما اثار المخاوف بين منتقدي الرئيس الامريكي بان الولايات المتحدة تتحرك في مستنقع الحرب الاهلية السورية دون استراتيجية واضحة.
وقال السناتور بن كاردين من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان الاسد يجب ان يكون في لاهاي بسبب ارتكابه جرائم حرب، واضاف ان نشاطاته غير مقبولة على الاطلاق، واضاف «نحن بحاجة الى اعداد خطة لاخراج الاسد من منصبه، ومن الواضح انه ينبغى على المجتمع الدولي الرد على الفضائع التى يرتكبها نظام الاسد، وسنفعل ذلك».
واوضح انه لا يوجد أي حل عسكري للازمة في سوريا مشيراً الى انه لا يوجد تفويض لاستخدام القوة العسكرية ضد نظام الاسد ولذلك يجب ان يتعاون ترامب مع الكونغرس من اجل اعداد خطة.
وأعرب ديمقراطيون في الكونغرس عن قلقهم من ان البيان يعد اشارة على تصاعد التدخل الامريكي في الحرب الاهلية في سوريا اذ قال السناتور تيم كاردين رداً على سؤال حول ما اذا كان هذا هو الحال بالفعل «نعم بالتأكيد»، مضيفا ان محادثات لجنة الخدمات المسلحة كانت تركز على عدم تقديم ادارة ترامب لاستراتيجية في سوريا او استراتيجية ضد تنظيم «الدولة» او استراتيجية في افغانستان.
وكان شون سبايسر، السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، قال في وقت متاخر من مساء الاثنين الماضي ان حكومة الاسد تشارك في نشاطات مشابه للاستعدادات التى تم عرضها قبل هجوم غاز السارين الذي شنه في 4 نيسان/ابريل مشيراً الى ان الولايات المتحدة حددت الاستعدادات المحتملة لقيام نظام الاسد لشن هجوم كيميائي آخر، من المحتمل ان يؤدي الى قتل جماعي للمدنيين بمن فيهم اطفال أبرياء.
ودعمت وزارة الدفاع الامريكية بيانات البيت الأبيض بالقول إن النشاط الملاحظ في الشعيرات في اليومين الماضيين مرتبط باستخدام الاسلحة الكيميائية، وكانت الولايات المتحدة قد قالت ان مطار الشعيرات في محافظة حمص هو المكان الذي استخدمته قوات نظام الاسد لشن هجوم غاز السارين، في نيسان/ابريل الماضي، مما اسفر عن مصرع العشرات من المدنيين واصابة المئات، وردا على الهجوم أمر ترامب بشن ضربة عسكرية ضد المطار.
ولاحظ مراقبون انها المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الامريكي الحكومة السورية منذ بداية الحرب الاهلية المستمرة منذ ست سنوات رغم إصرار العديد من المسؤولين الامريكيين على ان هذه الخطوات لا تمثل تغييراً في النهج الامريكي تجاه سوريا ولكنها دفعت العديد من المشرعيين في الكونغرس الى المطالبة باستراتيجية واضحة وواسعة بشأن سوريا.
وتصاعدت المخاوف في واشنطن من تصرفات ترامب في سوريا بسبب سلسلة من المواجهات بين القوات الامريكية والقوات الموالية للاسد حيث اسقطت القوات الامريكية طائرة سورية قالت انها كانت تقوم باطلاق النار على قوات برية شريكة، وهي المرة الأولى التى تقوم فيها طائرة امريكية بضرب طائرة مأهولة منذ عام 1999 كما قامت القوات الامريكية باطلاق النار مرتين على طائرات بدون طيار من طراز ايراني الصنع، واضافة الى ذلك، شنت القوات الامريكية غارة جوية على ميليشيات موالية لنظام الاسد بعد دخولها منطقة تهدئة.
وحذر روبرت فورد، السفيرالامريكي السابق لدى سوريا، من تشابك هذه الحوادث مع الرد على الهجمات الكيميائية مشيراً الى ان وضع مبدأ الرد على استخدام الكيميائية هو هدف محدود ولا يؤدي الى منحدر زلق بحد ذاته، واضاف ان التصريحات العلنية للبيت الأبيض يمكن ان تكون رادعاً قوياً للهجمات الكيميائية.
القدس العربي ـ رائد صالحة