دير الزور ـ «القدس العربي»: تستمر المعارك في منبج السورية في ريف حلب، بين تنظيم «الدولة» المسيطر على منبج من جهة وقوات سوريا الديمقراطية الكردية من جهة أخرى ممثلة بمجلس منبج العسكري.
ويعاني المدنيون المحاصرون داخل منبج أو النازحون منها ظروفا صعبة للغاية، ناهيك عن ارتفاع عدد القتلى بين صفوف المدنين نتيجة المعارك الدائرة هناك، وآخرها المجزرة التي ارتكبها طيران التحالف الدولي بحق المدنيين في قرية (توخار) التابعة لمنبج قبل أيام.
الدكتور ناصر حاج منصور مستشار القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، تحدث لـ «القدس العربي»، عن آخر التطورات في منبج ومستقبلها، وعن علاقتهم بالثورة السورية والنظام السوري.
وقال إن المعركة الآن داخل مدينة منبج، ومدينة منبج محاصرة من الجهات الأربعة تماماً من قبل قوات مجلس منبج العسكري، وقد حررنا أكثر من نصف منبج من سيطرة التنظيم، حيث سيطرنا على نقاط استراتيجية منها الصوامع وحي الأسدية، والمشفى الوطني وحي الحزاونة ونقاط أخرى وفيما يلي نص الحوار:
■ أكثر من 200 ألف مدني يعيشون في منبج حسب إحصائيات (الهيئة السـياسية العـامة في منبج)، ماهي أوضاعهم؟ وهل لكم تواصل مـع أحـد داخـل منبـج؟
□ العدد ليس كما يروج البعض بأنه 200 ألف مدني أو أكثر، وإحصائيات عام 2011 تشير إلى أن عدد سكان منبج هم 140 ألف فقط، ولكن حسب المعلومات التي لدينا من بعض الفارين من داخل منبج فعدد المدنيين الذين لا يزالون في منبج الآن هم 20 ألف فقط، ومع ذلك نحن لا نقلل من أهمية وجود المدنيين بعيداً عن عددهم، فهم أرواح بشرية.
أما عن أوضاع المدنيين داخل منبج فليس لدينا معلومات كافية عنهم، ولكن التنظيم يمنع من تبقى من المدنيين في مناطق سيطرته في منبج من الخروج منها ويتخذهم دروعا بشرية وتقوم بقتل كل من يحاول الخروج.
أما من يخرج إلينا من المدنيين الفارين فنقوم بإيوائهم في القرى والمدن القريبة من منبج، عن طريق المجلس المدني لمنبج والهلال الأحمر الكردي وبعض المنظمات المحلية، حيث نقدم لهم الغذاء والحاجات الأساسية حسب إمكانياتنا المتواضعة.
وقد وجهنا نداء للمنظمات الدولية لتحمل واجباتها في منبج لكن دون فائدة، حيث لا نستطيع مواجهة الوضع الإنساني الصعب بمفردنا لضعف الإمكانيات.
■ الأنباء الواردة من منبج تشير إلى معارك عنيفة جداً، ماهي الفصائل المشاركة في مجلس منبج العسكري؟ ومادور قوات التحالف في منبج؟
□ هذا صحيح فالمعركة في منبج هي معركة استراتيجية لنا وللتنظيم على حد سواء، والأخير لم يفقد قوته بعد، وأظن أن تجهيزاته في منبج مختلفة عن غير مكان، حيث جهز الأنفاق والمفخخات والانتحاريين واستخدم كل قوته لمعركة منبـج، وذلك لموقعـها بالقـرب من تركيا، ولأنه يريد إبقاء خط تواصل لقواته المتواجدة في الـرقة مع ريـف حـلب.
أما الفصائل المشاركة ضمن مجلس منبج العسكري فهي كثيرة منها(لواء شمس الشمال ـ ثوار منبج ـ لواء تحرير الرقة ـ ثوار جرابلس ـ لواء تحرير الفرات) وتقدم قوات سوريا الديمقراطية الدعم اللوجستي والاستشاري، بينما تقدم قوات التحالف الدولي الدعم الجوي لنا بقيادة أمريكا، وعلاقتنا معهم ليست سراً وهو أمر معلن من الطرفين.
■ بالنسبة للمناطق التي سيطرتم عليها إلى الآن ، من يديرها وكيف يعامل سكانها ؟ وهل ستعلنون منبج منطقة إدارة ذاتية كردية بعد تحريرها؟
□ نحن نستخدم مصطلح المناطق التي حررناها من التنظيم، وليس سيطرة، وذلك لأننا نرى أنه عدو الشعب، وكل المناطق التي حررناها تسلم (لمجلس منبج المدني) وهو من يديرها.
كما أننا نرى أن مناطق الإدارة هي مناطق إدارة ذاتية ديمقراطية، وليست مناطق كردية، ومستقبل منبج سيحدده مجلس منبج المدني، والمستمد شرعيته كونه من أبناء منبج، حيث سيقوم هذا المجلس المدني بإجراء انتخابات يشارك فها أهالي منبج ومن كل الأطياف والمكونات ويحددون مستقبل منبج بأنفسهم، وإذا ما كانت ستنضم لمناطق الإدارة الذاتية أم لا، بينما سيكون دور قوات مجلس منبج العسكري هو حماية المدينة والمدنيين.
■ أنتم متهمون بارتكاب مجازر بحق الأهالي في منبج، بالتشارك مع قوات التحالف، ما ردكم؟
□ هذا غير صحيح، وفرار أهالي منبج إلينا أثناء المعارك هو ما يبرهن ذلك، فهم يعلمون أنهم يلجؤون إلى أبنائهم المشكلين لغالبية قوات مجلس منبج العسكرية.
وأنا لا أنكر حدوث أخطاء هنا وهناك في منبج، ولكن ليست كما يروج البعض بأنها مجازر ممنهجة، والبعض يروج ذلك لإثارة الرأي العام ضدنا، ومساندة التنظيم لأنهم لا يستطيعون مساندتهم في العلن.
■ دائما ما يطرح سؤال حول علاقتكم بالثورة السورية وإن كنتم تعتبرون قواتكم جزءا منها؟
□ لا أعلم ما هي الثورة السورية في الوقت الراهن، فإن كان من يمثلها القابعون في اسطنبول وينفذون أجندات تركية وخليجية وفق مناظير معينة ويتهمون الآخرين بعداء الثورة، فنحن لسنا منهم، ولسنا جزءا من فصائل الجيش الحر التي تقتل الأطفال كنور الدين الزنكي، حتى وإن كان هذا الطفل مع ميليشيا النظام فهو طفل.
نحن نرى أنفسنا الممثلين الحقيقيين للثورة السورية، بالتشارك مع قوات منبج العسكرية، ونعتبر نفسنا جزءا من الثورة السورية الشريفة التي يمثلها الشرفاء وهم كثر والذين لم يلوثهم المال السياسي، وثورة الفقراء المظلومين ضد التنظيم والنظام.
■ كيف تصفون علاقتكم بالنظام السوري؟
□ عندما نقول إننا جزء من الثورة السورية فهذا يبين موقعنا في سوريا، ووجود المربع الأمني في مناطقنا في القامشلي أو الحسكة هو لضرورات خاصة في هذه المناطق، ولا يعني وجود علاقة خاصة مع النظام.
وكلما حاول النظام الخروج من هذه المناطق تحدث معارك بيننا وبين النظام هناك لتحديد إطار وجوده وعدم التمدد خارجه، بمعنى آخر الوجود الخجول للنظام لا يشكل خطراً هناك على وجود قواتنا أو استمرار الثورة أوعلى سير الأحداث وإسقاط النظام في دمشق.
■ ما هي وجـهة قـوات سـوريا الديمقراطـية المقـبلة؟
□ وجهة قوات سوريا الديمقراطية المقبلة هي تحرير سوريا من التنظيم وهي أولوية لنا، والقضاء على الإرهاب السلفي الجهادي، وتحقيق الديمقراطية وتحرير كل أنحاء سوريا، والعيش السلمي المشترك بين كل مكونات الشعب السوري دون استثناء.
المصدر: القدس العربي