كشفت مصادر ميدانية لـ»القدس العربي» عن حالة استنفار في مخيم الركبان قرب معبر التنف السوري لصد هجوم متوقع على المخيم من قبل قوات النظام السوري وفصائل تابعة لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي حيث توفرت معلومات عن تقدمها باتجاه منطقة التنف.
وتشهد مناطق قريبة من التنف اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة» وقوات «مغاوير الثورة» بإسناد قوة برية أمريكية في بادية حميمة مُنذ الرابع عشر من أيار/مايو في سباق مع قوات تابعة للنظام السوري مدعومة بعدد من المجموعات الشيعية العراقية المسلحة للسيطرة على منطقة التنف.
وقال أبو الفداء الكمالي، قائد احدى مجموعات «مغاوير الثورة»، وهو من أبناء بلدة السكرية التابعة لمدينة البو كمال لـ»القدس العربي»، «ان قوة من مغاوير الثورة اشتبكت مع مقاتلي تنظيم الدولة بعد انطلاقها من منطقة التنف باتجاه مدينة البو كمال على الحدود السورية العراقية في منطقة القائم غرب الأنبار مما أدى إلى إعادة النظر في خطة السيطرة على البو كمال».
وأضاف «ان تحركات قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية باتجاه منطقة التنف شكلت عاملاً جديداً في تغيير الخطة الأمريكية التي ستركز على تحييد قوات النظام والقوات الساندة لها ومنعها من الدخول في مناطق الاشتباكات أو الوصول إلى منطقة التنف والعمل على تجنب الدخول في مواجهات مفتوحة معها للتفرغ لقتال تنظيم الدولة والسيطرة على البو كمال».
وقال ان «قواتنا انتشرت مُنذ السابع من أيار/مايو برفقة قوة أمريكية قرب حاجز الظاظا للسيطرة على الطريق البري من مطار السين في القلمون الشرقي إلى منطقة الـتنف ومنـع تقـدم قـوات النظام وعنـاصر حركة الإبدال الشـيعية العـراقية المسـاندة لها»، حسـب قوله.
واكد في سياق حديثه مقتل عدد من «جنود النظام وعناصر الميليشيات الشيعية يوم 18 أيار/مايو عندما قصفت طائرات أمريكية رتلاً بطلقات تحذيرية لإبعاد الأفراد قبل ان تطلق عدداً من الصواريخ التي دمرت راداراً متنقلاً وقاعدة إطلاق صواريخ ارض ـ جو بعد يوم واحد من استهداف موقـع تـدريب وإيواء لمقـاتلينا».
وأشار إلى ان الضربة الأمريكية استهدفت أيضاً «مواقع لمجموعات شيعية من كتائب الإمام علي والقوة 313 العراقية التابعة للحشد الشعبي العراقي والتي تتمركز في محيط مطار السين».
وكشف عن ان تعزيزات «معادية تجحفلت في محور التنف على مسافة غير بعيدة عن المعبر شملت ميليشيا الإبدال وكتائب سيد الشهداء والقوة الجعفرية وهي جميعاً تابعة لقيادة الحشد الشعبي وكانت تنتشر في القلمون الشرقي والسويداء قبل نشرها، اليوم الأحد، في محور التنف»، حسب قول أبو الفداء الكمالي لـ «القدس العربي».
من جانب آخر كشف ضابط في معبر الوليد العراقي المقابل لمعبر التنف على الجانب السوري من الحدود عن عبور قوات نرويجية وأمريكية، السبت، من العراق إلى منطقة التنف.
وقال ان التعزيزات شملت أقل من عشر آليات مدرعة ترافقها ثلاث سيارات رباعية الدفع «تحدث أحد قيادات الحشد الشعبي الموجود ضمن قوى تابعة للحشد ترابط في معبر الوليد عن التحاق القوة النرويجية لقوات موجودة في مجمع معبر التنف السوري إلى قوات تواجدت مُنذ نيسان/أبريل بأعداد غير معروفة من البريطانيين والتشيك والألمان والهولنديين إضافة إلى نحو مئة جندي أمريكي لإسناد فصائل سورية تنوي تحرير مناطق البو كمال ودير الزور من تنظيم الدولة ـ داعش»، حسب قولة
القدس العربي