كشف مصدر مطلع لـ «القدس العربي» أن «صفقة» لتبادل الأسرى بين القوات النظامية السورية و«جيش الإسلام» تم توقيعها خلال الأسبوع الفائت أطلق بموجبها عدد من الجنود السوريين مقابل عدد من الناشطين المدنيين في الإعلام والإغاثة الإنسانية، إضافة إلى شقيق قائد جيش الإسلام في منطقة القابون.
وشهدت الأشهر الأخيرة صفقات مماثلة على «مراحل عدة تبادل خلالها الطرفان أسرى ومعتقلين من بينهم قيادات مهمة في إطار اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تمت بالاتفاق بين الرئيسين الأمريكي والروسي في شباط/فبراير الماضي»، حسب المصدر. وكانت 275 بلدة انضمت حتى تاريخ 28 تموز/يوليو إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية في محافظات سورية من بينها محافظة ريف دمشق، حسب تصريحات لمصدر عسكري في قاعدة حميميم نقلته الوكالة السورية للأنباء.
وتحدث المصدر الخاص عن «محاولات مستمرة وجهود يبذلها «جيش الإسلام» في الآونة الأخيرة لتعزيز موقعه من خلال صفقات تبادل الأسرى والمعتقلين عبر وسطاء بعد أن تراجعت مناطق سيطرته كثيرا بعد خسارته جبهات مهمة على خطوط التماس مع قوات النظام في مركز العاصمة مثل حي جوبر وسط دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع «فيلق الرحمن» أرغمته على الانسحاب من الحي وإعادة تموضعه في مدينة دوما المعقل الأهم له».
من جهة إخرى، تشهد غوطة دمشق الشرقية صراعا «فكريا» إلى جانب الصراع العسكري بين «تيارين واسعين أحدهما يمثل التيار السلفي الذي ينتمي إليه منهجيا «جيش الإسلام»، وهو تيار حديث عهد في المجتمع السوري بالمقارنة مع التيار الصوفي التقليدي الذي يمثله «فيلق الرحمن» و»لواء فجر الامة»، والتيار الصوفي هو التيار الأوسع في المجتمع السوري والأكثر عراقة وتمتد جذوره إلى قرون عدة»، حسب قول المصدر.
ويسعى «فيلق الرحمن» الذي تحالف مع «جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقا)، من أجل «رد بغي جيش الإسلام»، كما قال المصدر، «هو في الحقيقة ليس أكثر من عملية للسيطرة والتحكم بمواقع وجبهات قتالية ونقاط تماس مع قوات النظام، وهو ما يمنحها ثقلا أكبر طالما تواجدت في مناطق تشكل تهديدا مباشرا للعاصمة دمشق ويجعهل منها رقما صعبا في حسابات أي طرف محلي أو دولي على صلة بالصراع في سوريا»، حسب رأيه.
لكن المصدر عاد ليؤكد على «أن جيش الإسلام في مقابل ذلك يريد أيضا الحفاظ على تصدره المشهد في تلك المنطقة بما يجعل منه قوة في مواجهة قوة النظام مستخدما أوراقا يملكها من بينها ورقة تبادل الأسرى والعودة للعمل على تفعيل هدنة الشتاء بينه وبين النظام في بعض المناطق».
وكشف المصدر نقلا عن قيادي في جيش الإسلام وصفه بأنه من بين أهم «أربعة قياديين في الجيش» قوله، إن ما «جعل قوة ونفوذ جيش الإسلام تتراجع إلى هذا المستوى يعود إلى شح الدعم العسكري والمالي الذي بات يتلقاه من الداعمين بعد اغتيال قائد الجيش زهران علوش، كما أن الثقل الأساسي في مواجهة تنظيم «الدولة» والنظام هو في الشمال السوري الذي يتواجد فيه جيش الإسلام بشكل غير مؤثر»، حسب قول المصدر الخاص لـ «القدس العربي». – عبد الله العمري