أعلن وفد الهيئة العليا للتفاوض، من جانب واحد، تأجيل مفاوضات جنيف، في حين اكتفى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالقول «إنه استمع من وفد الهيئة العليا للمفاوضات عن نيته تأجيل/تعليق المشاركة الرسمية في المفاوضات داخل مقر الأمم المتحدة، وذلك للتعبير عن القلق البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية ووقف العمليات العدائية، على أن يبقوا في جنيف لمواصلة النقاشات التقنية معه ومع فريقه، وخاصة ما يتعلق بالقرار 2254 والانتقال السياسي».
الإعلان جاء بعد اجتماع استمر لمدة ثلاث ساعات بين وفد مصغر مؤلف من 3 أعضاء يترأسهم نائب رئيس وفد الهيئة العليا جورج صبرا. وأوضحت مصادر لـ»القدس العربي» أن دي ميستورا قطع الاجتماع وأجرى اتصالين مع وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، لم يتم الكشف عن فحواهما.
واشارت مصادر لـ»القدس العربي» أن قرار الهيئة العامة للمفاوضات بالتأجيل جاء بضغط من ممثلي الفصائل المسلحة داخل وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال عضو وفد المفاوضات نصر الحريري لـ «القدس العربي» إن عدم حدوث تقدم فعلي في المفاوضات هو الدافع وراء مثل هذا القرار، بالإضافة إلى تردي الملفات الإنسانية المتعلقة بإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين الذي اعترضت روسيا على بحثه، بالإضافة إلى خرق اتفاق «وقف الأعمال العدائية».
وأوضح الحريري أن «الوفد المصغر سلم دي ميستورا أسئلة وملاحظات وطلب منه الإجابة على الكثير من الأسئلة التي وجهت له في وقت سابق»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه إذا بقي الحال على ما هو عليه ربما لن يكون من المفيد المشاركة في اجتماعات مقبلة «.
ورفض الحريري تحميل المعارضة السبب في إفشال محتمل للجولة الثالثة، وقال «إذا استمر النظام بعملية سياسية لا يقدم فيها شيئا، فلا معنى لأي مشاركة، ويجب على المبعوث الدولي وعلى الأمم المتحدة أن تصدر رأيا واضحا للرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي ، تشرح فيه ظروف العملية السياسية وما تم تقديمه وتحمل الجهة المسؤولة عن عدم تقدم العملية السياسية «.
من جانبه قال عضو وفد «منصة موسكو» قدري جميل إنه متأكد من استمرار جولة جنيف، وإنها ستحقق نتائج إيحابية»، مشيرا إلى أن ما يعجل في تحقيق نتائج إيجابية يكون عن طريق المحادثات المباشرة.
وأضاف أنه مجموعة «منصة موسكو» ستلتقي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا اليوم الثلاثاء وستقدم له مجموعة أفكار مكتوبة، رفض الإفصاح عنها.
واشارت مصادر لـ «القدس العربي» في وقت سابق أن جميل هو من اقترح على مستشاري المبعوث الأممي طرح أن يكون لبشار الأسد 3 نواب بصلاحيات كاملة.
بدوره شدد عضو وفد القاهرة جهاد مقدسي على أهمية بقاء «منصة جنيف» مفتوحة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ما يؤخر إحراز نتائج هو «عدم جدية السلطة حتى الآن في الدخول في تفاصيل الانتقال السياسي».
وقال لـ «القدس العربي» «ما زلنا في حالة إعطاء الأفكار وطلبنا من البعوث الأممي أن ينقلها إلى جميع الأطراف بما فيها طرف الحكومة ليصبح هناك نوع من التفاعل عبر الأمم المتحدة حول ما هو الانتقال السياسي والحل السياسي».
وسيلتقي وفد «منصة القاهرة» الثلاثاء دي ميستورا وسيتم تسليمه أجوبة على الأسئلة الـ 29 وسنجيب عليها وستكون الردود وفقا لوثائق مؤتمر القاهرة.
وحول عدم إشارتهم لمصير الأسد خلال اجتماعهم السابق مع دي ميستورا أوضح مقدسي «ما طرحناه في هذه الجولة هو جزئية متعلقة بهيئة الحكم الانتقالي، دي ميستورا سألنا ما هي رؤيتكم للجسم الانتقالي فقدمنا جزءا من أوراقنا وهي ليست مبادرة جديدة، وأوراقنا تؤكد أنه لا مكان لمنظومة الحكم هذه ورئيسها في مستقبل سوريا وهي رؤية شبه متطابقة مع مؤتمر الرياض ولكن نتبنى لغة مرنة ولكن الأهداف ذاتها».
وأعلنت فصائل سورية مقاتلة، غالبيتها إسلامية وبينها «أحرار الشام» و»جيش الاسلام»، بدء معركة أطلقت عليها اسم «رد المظالم» بعد «كثرة الانتهاكات والخروقات من قبل قوات النظام».
وسيطرت فصائل المعارضة السورية أمس على عدد من النقاط بريفي حماة (شمال) واللاذقية (غرب) بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
وتكثفت الاتصالات الأمريكية الروسية لمنع انهيار المفاوضات السورية في جنيف بعد العمليات العسكرية التصعيدية الواسعة التي تشنها قوات النظام ووصول المفاوضات إلى نقطة حاسمة لحسم موضوع المرحلة الانتقالية بدون الأسد. قال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عقدا «محادثات مكثفة» أمس الاثنين شملت سوريا وأوكرانيا.
وأعلن الكرملين أن الرئيسين جددا تأكيد عزمهما على تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال الكرملين في بيان إن «الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سوريا وأكدا خصوصا عزمهما على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار في هذا البلد والناجم عن مبادرة روسية اميركية، وكذلك ايصال المساعدات الإنسانية».
وأضاف أن بوتين شدد على ضرورة أن تنأى المعارضة «المعتدلة» بنفسها عن جهاديي تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة»، كما دعا الى اغلاق الحدود بين سوريا وتركيا من حيث «يستمر تزويد المتطرفين بالأسلحة»
كما تحدث وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الروسي حول هشاشة وقف الأعمال العدائية. وطالب الروس باستخدام نفوذهم لوقف النظام السوري هجماته ضد منطقة حلب، بينما تعهد كيري بوقف أي هجمات من المعارضة المسلحة في منطقة حلب والحفاظ على وقف العمليات العدائية.
كما أن مايكل راتني المبعوث الأمريكي الخاص لسورية اجتمع مع العديد من المعارضين المشاركين في المفاوضات في جنيف لحثهم على عدم الانسحاب او الانجرار إلى التصعيد العسكري رداً على تصعيد النظام السوري لهجماته.
في الوقت نفسه سيبدأ تطبيق قانون «أوفاك» الذي وافق عليه الكونغرس مؤخراً حول ملاحقة أموال حزب الله حتى في لبنان. وهذه أول مرة سيجري تطبيق القانون في عقر دار حزب في لبنان، وهذه محاولة أمريكية لإضعاف حزب الله مالياً وعسكرياً وإجباره على الانسحاب من سوريا.
القدس العربي