رسمياً أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن رئيس جهاز الأمن الوطني في سوريا اللواء علي مملوك زار العاصمة المصرية القاهرة لساعات عدة والتقى هناك اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.
وحسب وكالة «سانا» أيضاً «تم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان». مصدر سوري رفيع، طلب عدم نشر اسمه، كشف لـ «القدس العربي» أن الاتصالات الأمنية بين دمشق والقاهرة تفعّلت بشكل متزايد خلال الأشهر الماضية إضافة إلى اتصالات دبلوماسية بين العاصمتين. وحسب المصدر فإن التقارب الروسي المصري من جهة والإيراني المصري من جهة ثانية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية ساهم في رفع وتيرة الاتصالات الأمنية بين جهازي الاستخبارات المصري والسوري وإن الأجواء الإيجابية لهذه الاتصالات أفضت إلى زيارة أرفع شخصية أمنية سورية وهو اللواء علي مملوك إلى القاهرة.
المصدر كشف أيضاً أن الوفد المرافق للواء مملوك بحث مع الطرف المصري إمكانية إعادة فتح السفارتين المصرية والسورية على مستوى السفراء في القاهرة ودمشق مع الإشارة ـ وفق المصدر ـ إلى أنه ليس لدى السلطات المصرية مانع في ذلك لكن ضغوطات إقليمية ودولية تخشاها القيادة المصرية قد تُمارَس عليها في الوقت الحالي، وأن القاهرة تنتظر انفراجات وتفاهمات وتقاربات سياسية بين المتحاربين الإقليميين والدوليين تجاه سوريا لتخطو خطوة تبادل السفراء مع دمشق.
المصدر كشف أن اللواء مملوك وضع خلال مباحثاته مع اللواء خالد فوزي خطوطاً عريضة للتعاون الاستخباراتي بين الحكومة المصرية ونظيرتها السورية وأن مملوك وفوزي اتفقا على اجتماعات لاحقة ستُعقد بين ضباط استخبارات سوريين ومصريين في كل من القاهرة ودمشق.
ورحبت الأمم المتحدة الاثنين بإعلان روسيا وقفا لإطلاق النار لمدة ثماني ساعات في حلب السورية بعد غد الخميس، وقالت إنها هدنة ضرورية يحتاجها المدنيون السوريون إلا أنها ليست كافية لإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «إن أي وقف للمعارك إيجابي للسكان (..) ولكن نحتاج إلى توقف أطول من أجل إدخال المساعدات» إلى المدينة التي تتعرض لقصف شديد.
وأضاف أن الأمم المتحدة كانت طلبت وقف القتال لمدة 48 ساعة على الأقل. وأعلنت روسيا أن الجيشين الروسي والسوري سيعلقان غاراتهما لمدة ثماني ساعات الخميس في حلب في إطار «هدنة إنسانية».
وأوضحت أن ذلك يسري الخميس من الساعة 08,00 إلى الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي. وسيتم تخصيص ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين وخصوصا الجرحى و»انسحاب المسلحين».
جاء ذلك فيما قالت خدمة الدفاع المدني أمس الاثنين إن 14 فردا من عائلة واحدة قتلوا في ضربة جوية في منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة فيما تواصل الحكومة السورية حملتها المدعومة من روسيا للسيطرة على المنطقة.
واشتملت قائمة القتلى، التي نشرها الدفاع المدني، على أسماء عدد من الرضع وبينهم رضيعان يبلغان من العمر ستة أسابيع وستة أطفال تقل أعمارهم عن ثماني سنوات. وقال الدفاع المدني إن الطائرات التي نفذت الضربة روسية. ووقع الهجوم في حي المرجة في حلب.
واستبقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ بالتأكيد على أن مسألة فرض عقوبات على روسيا لم تطرح في اجتماعات الاتحاد.
وقالت لصحافيين لدى وصولها إلى الاجتماع الذي يتصدر حصار حلب جدول أعماله «رأيت أن هذا ما تم تداوله بشكل واسع في وسائل الإعلام، انما ليس في اجتماعاتنا. لم تطرح أي من الدول الأعضاء المسألة».
لكنها لم تستبعد مناقشة عقوبات جديدة تستهدف نظام الأسد، إضافة إلى العقوبات المفروضة حاليا. وقالت «ثمة مناقشات حول هذا الموضوع بالطبع، هذا من ضمن الاحتمالات المطروحة».
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يملك «أدوات كثيرة أخرى» غير العقوبات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت «سندرس كل الخيارات التي تسمح بالضغط بشكل أكبر بكثير على نظام بشار الأسد، إنما كذلك على حلفائه».
القدس العربي