كشف مصدر مطلع في المعارضة السورية المسلحة عن رعاية تركية لمفاوضات غير مباشرة بين جيش الإسلام وممثلين عن الحكومة السورية تجرى في أنقرة.
وقال أبو أحمد مصري، الذي عرف عن نفسه لـ «القدس العربي» بأنه «من وجهاء مدينة دوما ومعني مباشرة بالمفاوضات»، إن «روسيا تعهدت بضمان التزام الحكومة السورية بنتائج ما سيتم الاتفاق عليه بين ممثلين عن جيش الإسلام ووجهاء من الغوطة الشرقية ومدينة دوما من جهة، وممثلين عن قوات النظام السوري من جهة ثانية».
وأضاف أن وفد المعارضة السورية يرأسه «الدكتور حسام حمدان، وهو من الناشطين في المجال الإنساني في الغوطة الشرقية وله قبول واسع من سكانها»، حسب قوله.
وتتركز المفاوضات في مراحلها الأولى على «توقيع هدنة لوقف الاعمال القتالية ودخول المواد الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية والمحلية».
وأشار مصري إلى ان «نجاح الهدنة وبناء ثقة بين قوات النظام والسكان سيمهد لاحقاً لتوقيع مصالحة شبيهة في مضمونها بمصالحة أهالي المعضمية مع النظام بإستثناء عدم مغادرة أي من أهالي دوما المدينة خشية أي تغيير ديموغرافي»
وأضاف ان المفاوضات التي يراسها «الدكتور حسام حمدان تأتي بالتزامن مع التصعيد العسكري الذي قام به جيش الإسلام مؤخراً بفتح جبهات قتالية مع قوات النظام»، على حد قوله.
وكشف مصري أن «خطأ ثانياً من المفاوضات برعاية تركية أيضا وضمانات روسية يجري الاعداد لها في تركيا بين ممثلين عن الحكومة السورية وممثلين عن عموم الغوطة الشرقية برعاية المجلس الإسلامي السوري الذي يضم علماء دين من دمشق وبعض بلدات ريف دمشق».
واضاف، ان «المجلس الإسلامي السوري يدعم في المفاوضات فيلق الرحمن وفصائل أخرى متحالفة معه في الغوطة الشرقية».
وقال مصري ان «فيلق الرحمن يرتبط بعلاقة وثيقة مع المعارض السوري مناف طلاس كونه من الرستن نفس مدينة ابو النصر قائد الفيلق وان حديث بعض القيادات ان طلاس الممول المباشر لـ «أبو النصر» وفصيله علماً ان غالبية القيادات في الفيلق لا تعرف مصادر التمويل. وأضاف: «إن طلاس الذي سيشترك أيضا في هذه المفاوضات عندما تدخل مرحلة الجدية حيث ان فيلق الرحمن سيطر قبل أكثر من عام على الجبهات مع العاصمة والتي تعيش حالة من الجمود منذ ذلك الوقت كما انه سيكون داعماً للقرار الذي سيخرج به الطرفان». وأردف: «إن المفاوضات بين ممثلي الغوطة الشرقية والحكومة السورية ما زالت في مراحل الإعداد لها على خلاف مفاوضات جيش الإسلام التي قطعت مراحل مهمة على طريق توقيع اتفاق الهدنة».
ونقل عن «أجواء» المفاوضات «تهديدات روسية غير مباشرة باستهداف الطيران لأي فصيل أو مجموعة مسلحة ترفض الدخول في المفاوضات أو تعترض على نتائجها».
وتجرى المفاوضات بين «جيش الإسلام وممثلي الحكومة السورية منذ السابع من فبراير/شباط، وتحقق بعض التقدم»، حسب المصدر الذي أكد «ان ممثلي الحكومة يريدون ان تقدم المعارضة الكثير من التنازلات دون مقابل».
وأشار إلى ان «الدكتور حسام حمدان يمتلك صلاحيات كاملة بالتوقيع نيابة عن جيش الإسلام لكنه مطالب بالعودة إلى قيادة الجيش في الداخل في أمور لم يتفق عليها مع هذه القيادة قبل تخويله التفاوض نيابة عن الجيش».
وأكد مصري ان معظم «عرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة يعود إلى طلبات وشروط تعجيزية يتقدم بها ممثلو الحكومة السورية بعد مشاورة الشخصيات الروسية المعنية بالأمر والتي تلازم وفد النظام خلال جلسات المفاوضات».
القدس العربي