عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: رغم الهدوء مقارنة بالأيام العشرة الماضية، إلا أن قصف قوات النظام السوري استمر على مدينة حلب أمس الأحد. وتتعرض المدينة لليوم العاشر على التوالي لقصف مكثف أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 235 شخصا وجرح المئات. وشنت الطائرات السورية الحكومية غارات مكثفة على منطقة صالات الليرمون ومحيط بلدة كفر حمرة في ريف حلب.
ولم يسلم المدنيون ولا المستشفيات والمنشآت الصحية والمنشآت الخدمية والحيوية من القصف. يأتي ذلك تزامنا مع تدهور الأوضاع الإنسانية.
وتسبب القصف في شل حلب بشكل شبه كامل، وغادرت عشرات العائلات فجرا منازلها في حي بستان القصر إما باتجاه أماكن أقل عرضة للقصف داخل المدينة أو باتجاه ريف حلب الغربي أو محافظة إدلب، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وترى مصادر المعارضة أن نظام الأسد – بدعم من حليفه الروسي – يسعى من خلال الحملة الجوية الحالية لإفراغ المنطقة من السكان قبل هجوم محتمل يستهدف اجتياحها وطرد مسلحي المعارضة.
جاء ذلك فيما نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها، أمس الأحد، إن مفاوضات تجرى لإدراج محافظة حلب السورية في «نظام التهدئة» المؤقت.
ونقل عن الجنرال سيرغي كورالينكو، المسؤول عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا قوله، إنه تم تمديد «التهدئة» حول دمشق لأربع وعشرين ساعة أخرى حتى الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش، اليوم الاثنين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن كورالينكو قوله إن نظام التهدئة في اللاذقية وحول دمشق متماسك إلى حد كبير.
والتقى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في جنيف المبعوث الأمم إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من أجل مناقشة الوضع في سوريا، ومسألة التصعيد القتالي الذي شهدته الأيام المنصرمة.
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تعمل على مبادرة محددة لوقف تصعيد القتال في سوريا، معتبرة أن إنهاء العنف في حلب يمثل أهم أولوية.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن حكومة الأسد تُصعد الصراع في سوريا، متهما نظام الأسد باستهداف المدنيين الأبرياء. كما أوضح المتحدث أن وزير الخارجية جون كيري يعمل على عودة سريان وقف إطلاق النار في كامل سوريا، مؤكدا أن كيري أجرى اتصالات مع مبعوث الأمم المتحدة ومنسق المفاوضات السورية، حيث حث روسيا على اتخاذ خطوات لوقف انتهاكات حكومة الأسد لوقف العمليات القتالية.
وفي ظل مأساة حلب، انتشر هاشتاغ # حلب تحترق» بشكل كبير على الشبكات الاجتماعية، داعيا إلى تظاهرات تضامن في العديد من البلدان من 30 نيسان/إبريل الى 7 أيار/مايو.
واعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري، جماعة المعارضة الرئيسية في المنفى، أن فرص التوصل الى حل سياسي باتت في خطر ما لم يضغط المجتمع الدولي على النظام لوقف غاراته على مدينة حلب.
وأضاف أنس العبدة في اسطنبول أن «النظام لا يرغب في حل سياسي ولا في وقف الأعمال العدائية»، معتبرا أن على الولايات المتحدة إنقاذ عملية السلام التي تواجه مأزقا في جنيف.