طالب السناتور جون ماكين إدارة بلاده بإرسال 10 آلاف من القوات البرية إلى سوريا، بعد هجوم الأسبوع الماضي المميت في باريس. وقال ان هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» تستدعى إرسال هذه القوات البرية مع ائتلاف مع الدول العربية، وربما دول من حلف شمال الأطلسي بما في ذلك فرنسا.
ولم يقل ماكين ما إذا كانت دعوته لإرسال القوات البرية تشمل إجراءات ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إذ تلح الولايات المتحدة على تنحيته عن السلطة. لكنه وصف تنظيم الدولة بأنه «الابن الروحي» لتنظيم «القاعدة» ونظام الأسد. كما انه ألقى اللوم في تصاعده على سياسات الولايات المتحدة.
وأضاف في حديث لشبكة «فرانس 24»، انه يلقى اللوم على عجز القيادة في الولايات المتحدة وعدم رؤيتها لهذه الحركة بشكل شامل، مشيرا إلى انه لم يكن هناك شيء يدعى تنظيم «الدولة» عندما غادرت القوات الأمريكية العراق. ويعد السناتور ماكين واحدا من عدد متزايد من الجمهوريين الذي يدعون إلى عمل عسكري أكثر قسوة ضد الجماعة التى أعلنت مسؤوليتها علن هجمات باريس التى خلفت 132 قتيلا على الأقل.
وتعليقا على دعوة الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، لشن حرب «بلا شفقة» ضد التنظيم، قال ماكين انه يتفهم ردة فعل الرئيس والشعب الفرنسي لأن ما حدث «شكل مختلف من أشكال الحرب».
من جهتها دعت هيلاري كلينتون، المرشحة الأوفر حظا بالفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الولايات المتحدة والحلفاء لزيادة الضغط ضد المتطرفيين الإسلاميين في العراق وسوريا، وطالبت بدور أمريكي أقوى، ولكنها استبعدت، في الوقت نفسه، اللجوء لقوات برية أمريكية.
ولخصت كلينتون دعوتها بالقول انها تريد «تسريعا وتكثيفا» لسياسة أوباما الحالية، كما اقترحت ضرورة قيام الولايات المتحدة بدور أكثر حزما ضد «الدولة». واقترحت، أيضا، زيادة عدد القوات الخاصة في سوريا وتخفيف القيود على المستشاريين العسكريين في العراق والمزيد من المرونة مع القوات المحلية لمساعدتهم على محاربة التنظيم. وقالت كلينتون، في خطاب في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بحضور «القدس العربي»، ان الضربات الجوية حققت تغييرا ولكن الولايات المتحدة بحاجة إلى إحداث تغيير أكبر.
ووصف الجمهوريون هذه التصريحات بأنها استمرار لسياسة أوباما الضعيفة ضد الجماعة المتطرفة. وفي بيان، بعد الخطاب، وصف رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري كلينتون بأنها «مهندسة» لسياسة أوباما الخارجية الفاشلة التى أدت إلى صعود حدة الإرهاب وصعود تنظيم الدولة. وقال إن كلينتون «عرضت الكثير من التفاهات القائمة أصلا في أسفل استراتيجية أوباما».
هذه التعليقات، في الواقع، لم تؤثر كثيرا على سمعة كلينتون التى تجيد النقاش في التعقيدات الدولية، لكونها وزيرة خارجية سابقة، أمام التصريحات الحائرة للكثير من المرشحيين الجمهوريين في الشؤون الدولية، وخاصة تلك الصادرة من جراح الأعصاب السابق بن كارسون. وخلافا لخصومها من الجمهوريين، استبعدت كلينتون نشر قوات أمريكية في سوريا ورددت تحذيرات أوباما من أن حربا جديدة في الشرق الأوسط ستكون مجرد تكرار للحرب في العراق.
جون ماكين يدعو أوباما لحرب برية على «الدولة» ولإئتلاف مع الدول العربية
القدس العربي