تفاجأت المعارضة السورية المسلحة العاملة في الريف الجنوبي للعاصمة السورية بقيام أحد تشكيلاتها برفع علم النظام السوري ضمن المناطق التي يتمركز فيها بشكل مفاجئ. وراح العلم يرفرف فوق أحد المباني لبعض الوقت قبل سحبه من قبل التشكيل العسكري، الذي عقب على الحادثة بقيام شاب «مختل عقلياً» برفع هذا العلم من دون علمه.
الناشط الإعلامي، صهيب الشامي، أشار إلى حالة من الاستغراب سادت أطياف المعارضة التابعة لغرفة العمليات المشتركة داخل منطقة يلدا، جنوب دمشق، مما فعله تشكيل «جيش الأبابيل» ورفعه للعلم الممثل للنظام السوري في المنطقة التي تعتبر من المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة النظام منذ سنوات.
وأثار رفع راية النظام حالة استهجان بين قادة المعارضة، مما أدى إلى حدوث مشادة كلامية مع بين بعض التشكيلات العسكرية وجيش الأبابيل، بحسب ما نقله الناشط المطلع على الحادثة.
وأشار الشامي، خلال اتصال خاص معه لـ»القدس العربي» إلى أن جيش «الأبابيل»، الذي قام أحد عناصره برفع علم النظام في حي السليخة في بلدة يلدا، يقوده أبو توفيق الحوراني، وهو أحد أبناء بلدة جاسم في محافظة درعا، وكذلك هو أحد أبناء عمومة رئيس مجلس وزراء النظام، الدكتور وائل الحلقي. إلا إن الحوراني يعتبر من المعارضة السورية، في حين ما زال الحلقي يشغل مناصب قيادية كبيرة لدى النظام السوري.
رفع راية النظام في على إحدى جبهات المعارضة، نتج عنه بحسب المصدر، نشوب مشادة كلامية بين حركة «أحرار الشام» الإسلامية، وجيش الأبابيل الذي برر قائده، أبو توفيق، الحادثة بأن من وضع العلم على أحد الأبنية شاب «مختل»، ووضعه للعلم بهدف تغطية نقاط تمركز العسكرية من قناصي تنظيم «الدولة». وردت أحرار الشام على الحادثة بسحب نقاط رباطها من المنطقة عقب 48 ساعة من رفع العلم التابع للنظام.
الشامي تحدث عن المنطقة التي رفع فيها العلم التابع للنظام السوري وشرح أهميتها لـ»القدس العربي» بالقول: «القطاعات العسكرية لقوات المعارضة في حي السليخة وما حوله ينقسم على شكل صندوق، يتمركز جيش الأبابيل على يمينه، ومقابله يقع تحت سيطرة حركة أحرار الشام. وفي المقدمة يخضع لسيطرة «جيش الإسلام» وفي الجهة الخلفية قابع تحت حكم تنظيم «الدولة»، الذي تقدم إلى هذه المنطقة بعد عملية تسلل ناجحة على حساب جيش الأبابيل. واستطرد المصدر يقول: «قائد جيش الأبابيل ما زال على علاقة وتواصل دائم مع رئيس الوزراء في حكومة الأسد. وجيش الأبابيل تولى حماية مصطفى العماوي، المندوب من قبل النظام، في ما يخص ملف مفاوضات المصالحة جنوب دمشق. والعماوي، الذي يتحدر من الجولان السوري، كان يقيم في المقرات التابعة لجيش الأبابيل».
ونوه الشامي إلى أن العماوي من السوريين المتشيعين ومن المقربين للميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة.
وحاولت «القدس العربي» جاهدة الحصول على تعقيب ووجهة نظر قيادة جيش الأبابيل حول حادثة رفع العلم جنوب دمشق. وطرحت على إعلامي الفصيل العديد من الأسئلة والاستفسارات، ليقوموا بدورهم بنقلها إلى أبو توفيق، قائد جيش الأبابيل»، لكن التساؤل لم يتلق ردا عليه.
القدس العربي