استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس الجمعة، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعقد معه لقاء مغلقا استغرق نحو 3 ساعات في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، حسبما ذكرت مصادر في الرئاسة التركية، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الموضوعات التي تناولاها.
وتعهدت تركيا لدى استقبال ظريف، التعاون مع إيران لإيجاد حل للنزاع في سوريا، رغم الاختلافات الجوهرية في مواقف البلدين اللذين يدعمان فريقين متعارضين.
ووصل ظريف إلى تركيا في وقت سابق أمس، في زيارة رسمية (لم تعلن مدتها)، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، تأتي في مقدمتها الأزمة السورية الراهنة. والتقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، نظيره الإيراني، وعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركاً، تناولا خلاله الحديث عن عدد من القضايا.
وقال اوغلو «سنتعاون تعاونا وثيقا حول هذه المسائل» (سوريا). واضاف «ثمة مسائل اتفقنا عليها وخصوصا حول وحدة الاراضي» السورية.
وأضاف «إن أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار تركيا»، وإن بلاده تدرك أن إيران تنظر إلى أمن واستقرار تركيا بالشكل نفسه، مشددًا على أهمية التعاون بين البلدين في القضايا الأمنية.
وشكر أوغلو إيران حكومة وشعبا على وقوفها إلى جانب تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأضاف، أنه ونظيره الإيراني لم يناما طيلة الليلة التي شهدت محاولة الانقلاب، وأن ظريف اتصل به في تلك الليلة من 4 إلى 5 مرات، ليطمئن على الأوضاع في تركيا، كما اتصل به للسبب ذاته عدة مرات في اليوم الذي أعقب ليلة المحاولة الانقلابية.
ووصف وزير الخارجية التركي اللقاء الذي أجراه أمس مع نظيره الإيراني، بأنه «مثمر وشكّل فرصة لتقييم القضايا ذات الاهتمام المشترك»، مشيرا أنه رغم انخفاض حجم التجارة الثنائية مع إيران إلا أن البلدين عازمان على الوصول بحجم التجارة البينية إلى نحو 30 مليار دولار أمريكي سنويا.
وحول منظمة «بي كا كا» وامتداداتها في إيران (بيجاك) وفي سوريا (ب .ي. د)، أضاف الوزير التركي أن أنقرة لا ترى وجود فرقٍ بين المنظمات المذكورة، وأن تلك المنظمات تشكل مصدر تهديد بالنسبة لإيران وتركيا معا، مشيرا إلى ضرورة إيجاد شراكة مع طهران لمكافحة منظمات راديكالية في المنطقة مثل تنظيمي «الدولة» و«النصرة»، وأن المستقبل سيشهد تعزيزا للتعاون مع طهران من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا.
من جهته، نوه وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده سعيدة للغاية لعودة العلاقات التركية الروسية مجددا، وإلى استعداده لبذل أي مساعدة في هذا المجال. وقال «إن على البلدان الثلاثة (إيران وتركيا وروسيا) العمل جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى، لتحقيق للسلام والأمن للمنطقة ومحاربة التطرف».
ولفت ظريف إلى أن موقف الشعب التركي وصموده بوجه الانقلابيين ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي، أصبح يشكل مصدر فخر لشعوب المنطقة، وأن بلاده تؤكّد وقوفها إلى جانب الشعب التركي وممثليه، واصفًا العلاقات بين تركيا وايران بأنها «دائمة ومتينة».
وشدد على أن البلدين (تركيا وإيران) يواصلان المحادثات المشتركة من أجل تخطي بعض العقبات الموجودة في علاقاتهما، مؤكدًا أن وجود الإرادة السياسية لدى قادة البلدين تمنحهما إمكانية المضي قدمًا لتطوير العلاقات الثنائية في العديد من المجالات.
وأعرب ظريف عن أمله في استمرار زيادة التعاون في مجال السياحة بين البلدين، مشددًا على استعداد بلاده للتعاون مع تركيا في مجال تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا وقال: «نحن مستعدون للتعاون مع تركيا ومد خطوط الغاز الطبيعي عبرها لتصديره إلى أوروبا».
ولفت الوزير الإيراني إلى أن وجهات نظر البلدين متطابقة حيال ضرورة التعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب. وقال: «نحن نرى أن أمن تركيا من أمننا القومي، وقد نظرنا بالطريقة نفسها أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة، وقلنا إننا نقف إلى جانب الشعب التركي وسنواصل الوقوف إلى جانبه».
القدس العربي