واشنطن ـ «القدس العربي» ووكالات: ألمح المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إلى أن مؤيدي حيازة السلاح في الولايات المتحدة يمكنهم وقف تقدم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو القضاة الذين يمكن أن تعينهم في المحكمة العليا، مما اثار جدلا جديدا في الحملة الانتخابية.
واثارت تصريحات ترامب هذه جدلا جديدا في الحملة بعدما فسرها عدد من وسائل الإعلام والمراقبين على أنها دعوة الى استخدام العنف للحد من اندفاع كلينتون او القضاة.
وقال رجل الأعمال الثري في تجمع انتخابي في ولمينتغتون في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) «باختصار، كلينتون تريد إلغاء التعديل الثاني للدستور» الذي يضمن حق حيازة الأسلحة.
وأضاف «إذا كانت لديها إمكانية اختيار قضاتها، فلن تكونوا قادرين على فعل أي شيء»، مشيرا إلى أنه «هناك حل مع التعديل الثاني ربما، لست أدري»، بدون أن يضيف أي تفاصيل.
وفي مواجهة سيل الانتقادات لهذه التصريحات، لم تتأخر حملة الملياردير عن نشر «بيان لحملة دونالد ترامب حول وسائل الإعلام غير النزيهة»، موضحة ان ترامب كان يريد أن يقول إن مجموعة المدافعين عن حق حيازة السلام المتماسكة جدا ستمنع انتخاب كلينتون اذا صوّتت لمصلحته.
لكن بيان حملة ترامب لم يقنع معارضيه كما تبين من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد أثارت تصريحاته جدالا في الأسابيع الأخيرة وخصوصا بين المرشح الجمهوري وذوي جندي أمريكي مسلم قتل في العراق والتي تسببت بصدمة حتى لدى الفريق الجمهوري.
والنتيجة هي تراجع شعبية ترامب في استطلاعات الرأي التي تعطي هيلاري كلينتون تقدما مريحا من سبع الى تسع نقاط في انتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
وسارع روبي موك مدير حملة كلينتون الى الرد متهما ترامب باستخدام «لغة خطيرة». وقال إن «شخصا يسعى لأن يصبح رئيسا للولايات المتحدة عليه ألا يطلق دعوة إلى العنف بأي شكل».
وأعرب كريس مورفي السناتور الديمقراطي عن كونكتيكوت (شمال شرق) حيث قتل عشرون طفلا في مدرسة على يد مختل عقلي مسلح ببندقية رشاشة في 2012، عن اشمئزازه.
وكتب النائب الديمقراطي دايفيد سيسيلين في تغريدة «هذه ليست لعبة، يسمعك أشخاص متوترون ومسلحون بأسلحة نارية ويحقدون على هيلاري كلينتون. أعترض على تصريحاتك».
وتزايدت النقمة أيضا في المعسكر الجمهوري. فالمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) مايكل هايدن وصف هذه التصريحات بأنها «مفاجئة ومستهجنة».
وهو في عداد خمسين جمهوريا مارسوا وظائف مهمة في الجهاز الأمريكي للأمن القومي وانتقدوا الاثنين جهل دونالد ترامب وعدم كفاءته.
وأفاد استطلاع أجرته «رويترز» بالتعاون مع مؤسسة «إبسوس» ونشر أمس الأربعاء، أن نحو خُمس الجمهوريين الأمريكيين المسجلين يرغبون في أن ينسحب المرشح الجمهوري دونالد ترامب من السباق الرئاسي مما يعكس حالة الارتباك التي أحدثها ترشحه داخل حزبه.
وبحسب استطلاع أجري في الفترة من الخامس حتى الثامن من آب/ أغسطس وشمل 396 جمهوريا مسجلا يرى نحو 19 في المئة أنه يجب على ترامب الانسحاب، في حين يرى 70 في المئة ضرورة استمراره في السباق، بينما يبقى عشرة في المئة ممن شملهم الاستطلاع لم يحسموا أمرهم بعد. ويحمل الاستطلاع هامش خطأ بواقع ست نقاط مئوية.
القدس العربية